الثلاثاء، 24 أبريل 2012

وكم ذا بمصر من المضحكات،لكنه ضحك كالبكا


وكم ذا بمصر من المضحكات،لكنه ضحك كالبكا

نجحت الثورة المصرية
الثورة التي طالبت بالحرية والعدالة ،ودعت لاسقاط النظام والقضاء على الفساد الذي كان من أهم سماته :التمييز في المعاملة بين المواطنين.
نعم نجحت الثورة ،وهاهو الرئيس يحاكم ومعه أبناؤه ووزير داخليته .
ولأن الثورة تحترم القانون فقد قدمت هؤلاء-رغم ما اقترفوه بحق الشعب من جرائم-الى محاكمة طبيعية وكفلت لهم حقهم في الدفاع عن أنفسهم ،وتعمد المسئولون اظهار مدى احترامهم للقانون وتطبيق قواعده روحا ونصا،فرأينا كيف يعامل الرئيس (المخلوع)بكل انسانية  ،وكيف يظهر المتهمون طليقي الأيدي بدون (كلابشات).
صورة رائعة لاحترام آدمية المواطن – كل مواطن- أيا كان مركزه ،وأيا كانت تهمته ودليل لا يقبل الشك على أننا على مشارف عهد جديد يضع القانون فوق كل اعتبار.
لكن المفارقة العجيبة والتي أعادت الى الأذهان الصورة القديمة لمصر والتي تمتلئ بالمضحكات المبكيات هي أنه في نفس اليوم الذي يحاكم فيه وزير الداخلية الأسبق –حبيب العادلي-بتهمة قتل المتظاهرين ،نعم (قتل)،قتل متظاهرين عزل ،قاموا بالتعبير عن حقوقهم التي طال سلبها منهم ،فكانت جريمتهم التي استحقوا القتل عليها هي أنهم صرخوا من وطأة آلامهم.
لكن العدل يأبى أن نصدر أحكاما بغير التأكد والتحقق ،لابد من تقديم المتهم للقضاء ،لابد من اعطاء الفرصة للنيابة لجمع معلوماتها ،لابد  اعطاء الفرصة للمتهم ودفاعه من اثبات البراءة.
انها تهمة قتل ،وهي تهمة يصعب التحقق من حدوثها بغير اعتراف الضحية نفسها.
 أقول أنه في نفس اليوم مثلت الناشطة أسماء محفوظ أمام النيابة العسكرية لقيامهابتوجيه ” اهانات مشينة وبالغة السوء ضد المجلس العسكرى بصفة عامة ، ورئيسه القائد العام رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير طنطاوى بصفة خاصة “
نعم هذه هي تهمة أسماء التي استحقت استدعائها ومثولها أمام النيابة(العسكرية)،وتم اخلاء سبيلها بعد دفع كفالة 20 ألف جنيه ،لحين تحديد موعد لمحاكمتها.
أسماء وجهت “اهانة” أساءت للمجلس العسكري فاستحقت هذا العقاب ،أما من وجه “رصاصة”قتلت مواطنين فلازلنا نبحث له عن مخرج يجنبه العقاب.
أسماء “قالت”و”كتبت”و”عبرت” فحملت كلماتها مايمكن اعتباره “اهانة”للمجلس العسكري،وهي تهمة ثابتة وواضحة كما ترون.
أما مافعله الآخرون بحق مصر وشعبها فلازال بحاجة الى اثبات ولازالت المحاكمات العادلة تنعقد لاثباته أو نفيه.
وهنا أتذكر قول الشاعر “صالح جودت”:
وكم وعدونى ولو لم يفوا
بالوعود لثرت على ثورتى
الرأي العربي 16 أغسطس 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق