السبت، 3 يونيو 2017

ديني لنفسي ودين الناس للناس


أعلم أن صورتي المرفقة بالمقال ستثير دهشة كل من يعرفني
فلأول مرة منذ حوالي 32 عاما أظهر بدون "طرحة" على رأسي
وهذا بالطبع أمر شديد الخصوصية وحديثي عنه ليس تبريرا لكنه للتوضيح فقط.
في عام 1984 وكنت وقتها في الصف الثاني الثانوي قررت ارتداء "الحجاب" كان قرارا غريبا على الأسرة والعائلة فلم يكن "الحجاب" قد انتشر بعد في المجتمع المصري .
واجهتني اعتراضات لكني أصررت على موقفي فحقيقة لم أقتنع بالنصائح التي قيلت لي بأن أنتظر حتى أتزوج أو أدخل الجامعة بل زادتني اصرارا وتمسكا بموقفي ،فمن يريد الارتباط بي لابد أن يأتي لشخصي وليس لشَعري ،أما الجامعة فهي مكان للعلم وليس لاستعراض الملابس.
ابي –اطال الله عمره- احترم رغبتي كعادته في التعامل معي ،لكنه طالبني بالا أنفذ قراري الا بعد اقتناع تام حتى لا أرجع عنه .
كنت مقتنعة تماما بأن ما أفعله أمر الهي وأن الأمر عندما يتعلق بالفرض الديني فلا مجال للاختيار .
لكن هل هو حقا أمر سماوي ؟
سؤال عاد الى ذهني بعد سنوات وكانت اجابته عندي ان الله الخالق العظيم الذي لم نحط ولن نحيط علما بمخلوقاته لن يصدر أوامره بتغطية الرأس أو اخفاء الشعر.
الأوامر الالهية أعظم وأكثر قدسية من أن نخضعها لغرائزنا وأهوائنا.
ملابسنا جزء من ثقافتنا وتعاملنا مع البيئة والمجتمع ،وهي أمور تتغير وتختلف تبعا للزمان والمكان ،بينما الأوامر السماوية قوانين مطلقة تحكم علاقة الانسان بجنسه وبغيره من المخلوقات وبالكون كله
القرءان أعظم من أن يحدثنا عن طول الجلباب وفتحة الصدر وغطاء الرأس.
نحن نخضع الآيات لمفاهيمنا بدلا من أن نرقى لنستوعب رسالة السماء لنا .
ارتدوا ما شئتم ...غطوا رؤوسكم أو اكشفوها ...لكن لا تزعموا انها أوامر الله.
لن أغطي رأسي وهذا شأني ، لكني لا أستنكر أن يغطي الآخرون رؤوسهم (وهو مايفعله الرجال والنساء في شبه الجزيرة العربية).
قناعتي شأني وحدي وقناعات الآخرين شأنهم .
لكنها تظل قناعة وليست دينا.
وأخيرا أقول ماقاله الحلاج: ديني لنفسي ودين الناس للناس

مجانية التعليم ليست ناصرية

من الأخطاء الشائعة في مصر- وما أكثرها- ربط مجانية التعليم بالعهد الناصري ،وبالفكر الاشتراكي بصفة عامة ،رغم أن التاريخ يؤكد أن مجانية التعليم صاحبت النهضة التعليمية التي قامت في عهد محمد علي وأنها استمرت حتى دخول الاحتلال البريطاني مصر عام 1882،ثم عادت الى مصر عام 1944بعد أن قدم  أحمد الهلالي (وزيرالمعارف ) تقريرا الى مجلس النواب عن اصلاح التعليم في مصر - وكان الدكتور طه حسين مستشارا فنيا للوزارة  وقتها- وأكد الهلالي على أهمية أن يكون التعليم حقا لجميع المواطنين ،يجب أن يقوم على المساواة التى هى أساس الديمقراطية التى يكفلها الدستور(دستور 1923): " لأنه ليس من العدالة الاجتماعية أن تكون مهمة الطبقة العاملة أن تكدح وتكدح، وننكر عليها حقها فى التفكير وفى الاستمتاع بنور العلم".
وبالفعل صدرقرار وزاري بتقرير مجانية التعليم الابتدائي عام 1944.
وعندما عرضت وزارة المعارف على الدكتور طه حسين ،بعد فوز الوفد فى انتخابات البرلمان أواخر عام 1949، اشترط اقرار مجانية التعليم الثانوي وقد كان له ما أراد فتم بذلك اقرار مجانية التعليم الابتدائي والثانوي والفني .
وقد حاول الدكتور طه حسين أن يجعل التعليم العالي مجانيا أيضا فلم يسمح له ،لكن من يحصل على أكثر من 60% في التوجيهية (الثانوية العامة) كان يعفى من المصروفات الجامعية ويستمر فى هذا إذا حافظ على تقدير لا يقل عن جيد،حتى تم اقرار مجانية التعليم العالي عام 1962.
ومصر ليست استثناءا في هذا المجال انما يشاركها بل ويسبقها فيه غالبية دول العالم ، فكثير من البلاد في شمال أوروبا تمتد مجانية التعليم فيها الى مرحلة الدراسات العليا ، وفي الأرجنتين و النرويج وفنلندا الدراسة الجامعية مجانية حتى للطلاب الأجانب .
وحتى وقتٍ قريب كان التعليم مجانيا للطلاب الأجانب في السويد ثم أصبح قاصرا على الطلاب من بلاد الاتحاد الأوروبي فقط ،وفي الدانمرك أيضا يوجد تعليم مجاني للجميع بل يحصل طلاب التعليم العالي على راتب شهري، وفي الأرجنتين واليونان يقدم التعليم المجاني لجميع المستويات .
وفي البرازيل التعليم مجاني أيضا  وتقدم وزارة التعليم منحا دراسية لدرجات الدراسات العليا والماجستير والدكتوراه وما بعد الدكتوراه للبرازيليين والمهاجرين الذين يحملون الجنسية البرازيلية.

والأمثلة كثيرة لأنظمة التعليم المجاني في أنحاء العالم ،فالتعليم استثمار للدولة في مواطنيها ،خدمة اجبارية تقدمها الحكومات وحق من حقوق المواطن لايمكن التنازل عنه .

نشر في موقع الطريق بتاريخ 19 مارس 2017

ماليش في السياسة



اعذروني، مش حاتكلم في السياسة .....مش حاكتب عن السياسة ....لأني في الحقيقة مش مهتمة بالسياسة

مش مهتمة بالحكومة ومين الوزير اللي اتغير ،مين جه ومين راح ومين حلف اليمين ...مين صادق ومين كاذب

ماليش علاقة بمجلس الشعب مين كسب ومين خسر ومين حيعيد

ولا بالأحزاب :لا اليميني ولا اليساري ولا الديني ولا العلماني

عايزين يغيروا الدستور ؟ يغيروه أو حتى يلغوه أكيد مش حيفرق عندي

مش مهتمة بانتخابات المحليات ولا القانون اللي حينظمها 

أسرتي الصغيرة أهم ،عايزة ولادي يتعلموا كويس ،يدخلوا مدارس تعلمهم صح ، مدارس مصرية أقدر على مصاريفها ،ومن غير دروس خصوصية

عايزاهم يدخلوا كليات يتعلموا فيها مش ياخدوا منها شهادة

عايزاهم لما يتخرجوا يشتغلوا في أماكن تحترم تخصصهم وقدراتهم 

"مش عايزة أخاف عليهم من صاحب منصب أو نفوذ أو"حالة فردية 

مش عايزاهم يدفعوا رشوة علشان ياخدوا حقهم

عايزاهم يشربوا ميه نظيفة وياكلوا أكل صحي

واذا مرضوا يلاقواعلاج حقيقي وفي حدود امكانياتهم 

مش عايزاهم يخافوا يدخلوا قسم شرطة أو يقفوا قدام قاضي

....باختصار عايزة حقي وحقهم

نشر بموقع الطريق 4 يونيو 2016