الثلاثاء، 24 أبريل 2012

الجمهورية العربية المتحدة



الجمهورية العربية المتحدة” هذا الاسم ضم دولتي مصر وسوريا لمدة ثلاثة أعوام من 1958 -1961،وان كان الانفصال السياسي حدث الا أن الشعبين لم ينفصلا سواء بعد هذا التاريخ أو قبله،هذا الحقيقة يعرفها كل من زار سوريا ورأى حفاوة شعبها وحبهم لمصر وأهلها ،ويعرفها كل من التقى بأهل سوريا في أي مكان.
ولا أعتقد أن أحدا في مصر يتابع ما يحدث في سوريا الآن ولا يعتصر ألما وحزنا مما يراه من وحشية تعامل النظام والفظائع التي يرتكبها زبانيته ضد الشعب الأعزل ،تلك الفظائع التي بدأت بأطفال درعا مرورا بما حدث للطفل حمزة ،وما حدث لأهل جسر الشغور التي تحولت لمدينة أشباح بعد أن هاجر منها من بقي حيا بعد المذابح التي ارتكبتها المسوخ الآدمية التابعة للنظام،تلك الفظائع التي فاقت ما يفعله الصهاينة في الأراضي المحتلة ،بل فاقت ما تفعله الوحوش في فريستها ،حتى ان القنوات الفضائية استحت أن تعرض صور هؤلاء الضحايا رغم ما يعرف عن بعض هذه القنوات من ميلها للاثارة وتحقيق السبق الاعلامي .
ولكن هل نكتفي بالألم والحسرة وصب اللعنات على النظام السوري وزبانيته ؟ربما كان هذا مقبولا لو كان نظام مبارك لازال جاثما فوق صدورنا ،أما الآن ونحن نتنسم الحرية ،هل نضن بها على اخوتنا ؟هل نسمح بأن يعاقب السوريين بمثل هذه الوحشية لأنهم يطالبون بما حصلنا عليه وبذلنا أرواحنا في سبيله؟
أعلم أن الأمور في مصر لم تستقر بعد ،وأن ثورتنا لا زالت تواجه تحديات في الداخل والخارج ولكن ثقتي في الدبلوماسية المصرية التي ولدت بعد ثورة يناير تجعلني على يقين بقدرتها على احتواء الوضع في سوريا ،وتقديم مبادرة تجنب الشعب السوري مايلاقيه من فظائع لا يحتملها الضمير الانساني ،هذا اليقين مستمد من النجاحات المتلاحقة التي تحققت سواء في تحقيق المصالحة الفلسطينية ،وفتح المعابر،أوالخطوات التي اتخذت لحل المشاكل المتعلقة بنهر النيل ،ولا أظن أن مايحدث في سوريا أقل  أهمية وأثرا على مصر من هذه القضايا.
وهناك كذلك جامعة الدول العربية التي لابد أن يفعل دورها لحل القضايا المعلقة في الوطن العربي ،ومنظمة المؤتمر الاسلامي ،يجب أن تستثمر مصر دورها في هذه المنظمات للضغط على النظام السوري وحل الصراع (نعم الصراع)بينه وبين شعبه.
والاهتمام المصري بالوضع في سوريا ليس ترفا ،وليس عملا انسانيا ولا واجبا قوميا وحسب ،بل هو ضرورة وطنية فأمن مصر وأمن سوريا لا ينفصلان،هذه حقيقة تاريخية لايمكن اغفالها ،ولو لم تتدخل مصر وتقوم بدورها كدولة مركز في الوطن العربي فانها ستترك هذا الدور للولايات المتحدة وحلفائها لحل القضية السورية ولكن على الطريقة العراقية  الرأي العربي 15 يونيو 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق