همجية أو مقاومة؟
"بوش والحذاء"هما حديث الساعة هذه الأيام
تعليقات ،تفسيرات،نكات ،كلها لاهم لها سوى الحديث عن حذاء الزيدي الذي أطلقه في وجه امبراطور الولايات التي لا تغيب عنها الشمس
كثير من التعليقات تناولت الحدث بالسخرية ،السخرية بالطبع من الامبراطور وليس من الحدث أو فاعله
البعض أخذ في الحديث عن موقف الزيدي ،غير أن هذا الموقف لم يكن بحاجة لكثير من التفسير أو الخوض في الدوافع ،يكفي أن يوجه كل منا سؤالا الى نفسه:ماذا تفعل اذا وجدت بوش واقفا أمامك؟
والبعض أخذ يفسر ويحلل موقف بوش ورد فعله تجاه الحذاء:برود وسخرية
لكن الام يشيران؟
الى ثقة بالنفس وتمسك "بالديمقراطية"مهما كانت مساوئها؟
أو الى بلاهة أدت الى فقدان القدرة على التصرف ؟
اذا كان الأمر يتعلق بالديمقراطية فلماذا سمح الامبراطور بهذا التصرف الهمجي للحرس في مواجهة الصحفي العراقي الأعزل؟
عن نفسي أرجح الاحتمال الثاني الخاص بالبلاهة
ان تفسير تصرف الزيدي ورد فعل بوش لا يحتاج لكثير من العناء ،لكن ما شق علي ّفعلا هو تعليق بعض الكتاب و"المثقفين" العرب الذين وجدوا في تصرف الزيدي خروجا على كل مبادئ المدنية والتحضر
لماذا أقدم هذا الصحفي على ماقام به ،لماذا أقدم على هذه "الهمجية"في التعامل مع "الرئيس"رغم أن الأخير أتاح له فرصة التعبير بالطرق "المتحضرة"؟
هنا وجدت أننا بحاجة لاعادة التعريف بالمصطلحات ،وتحديد المفاهيم
هل اجتياح بلد آمن ،وقصف المدنيين ،وهدم البيوت هو "التحضر"؟
هل مقاومة المحتل -بكل وسيلة متاحة-يعد "همجية"؟
ولا أعلم ان كان هؤلاء "المثقفين" يرون مافعله أطفال الحجارة في مواجهة الصهاينة عملا همجيا كذلك!
فبالطبع الأخلاق المتحضرة ترفض القاء الحجارة في وجه الآخرين خاصة اذا كانوا الأكبر سنا!!!
أنا مع ثقافة مقاومة المحتل بكل الوسائل المتاحة
وأرى أنه مهما اتصفت هذه الوسائل بالـ"همجية"فلن تصل الى مستوى همجية المحتل
ويبقى عذر المقاوم في نبل هدفه
وأرى أنه مهما اتصفت هذه الوسائل بالـ"همجية"فلن تصل الى مستوى همجية المحتل
ويبقى عذر المقاوم في نبل هدفه
22ديسمبر 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق