الثلاثاء، 24 أبريل 2012

القصاص والحرية....هدايا عيد الأم


القصاص والحرية....هدايا عيد الأم


"كل عام وانت بخير يا أمي"
عبارة نقولها لأمهاتنا ،وأمنية نرددها ونتمناها لكل أم يوم عيدها،لكن هل يمكن تحقيق هذه الأمنية حقا؟
كيف تكون الأم بخير في بلاد استباحت دماء أبنائها وقدمتها قربانا للحكام ؟
كيف تكون الأم بخير في بلاد جحدت أبناءها وضنت عليهم حتى بالأمان ؟
بلاد لم يجد الأبناء لهم فيها مأوى سوى السجون أو القبور.
بلاد ضنت على أبنائها بالحياة حتى اذا ضحوا بأنفسهم ليهبوا الحياة لغيرهم ضنت عليهم حتى بلقب شهيد؟
نعم هناك من نصبوا أنفسهم آلهه واحتكروا الجنة فحرموا منها من لم يرضوا عنه ،وأخرجوا من لم يتبع أهواءهم من زمرة الشهداء ،فنزعوا صفة الشهادة عمن أرادوا ،ووهبوها لمن أرادوا.
سمعنا ورأينا من ينزع صفة "الشهيد"عن أبنائنا الذين قتلوا دفاعا عن حريتهم وكرامتهم ،بل ويتهمهم بالعمالة والافساد ،و....و....
لم يكتف هؤلاء بما فعلوه من تخاذل وتهاون في القصاص من الجناة ،بل قلبوا الحقائق ،وبدلا من محاسبة القاتل ،أصبحنا نحاسب الضحية.
لكن الشمس لن تغيب عن بلادنا مرة أخرى،لن تحجب الحقيقة ،فدماء "الشهداء"روت الأرض وطهرتها ،فأنبتت رجالا .
الشهداء لايموتون ،بل يهبون الحياة لغيرهم .
وشهداء الحرية في بلادنا لم يموتوا ،بل وهبوا الحياة والحرية لأبناء وطنهم .
أم الشهيد لم تفقد ابنها ،لكنها أصبحت أما لكل الأحرار من أبناء الوطن
هؤلاء الأحرار الذين أقسموا أن تكون هديتهم لأم الشهيد :القصاص من الجناة ،والحرية لأبناء الوطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق