رأي الأغلبية
اذا كانت هذه هي اهتمامات الأغلبية أو لنقل أكثر الأفراد حرصا على المشاركة ،فهل نطمع أن نأخذ من حكامنا أكثر مما يجودون به علينا؟
وجهت الي ادارة مدرسة ابني دعوة لحضور اجتماع الجمعية العمومية لمجلس الآباء ،وكانت الدعوة مصحوبة بجدول أعمال الاجتماع ،ومن ضمن بنوده انتخاب ممثلي الآباء في المجلس ،وشرح القرار الوزاري رقم 334.
وكان هذا البند الأخير هو السبب الرئيسي لحرصي على تلبية الدعوة ،فمنذ سنوات وأنا أتمنى أن يشرح لي أحد أي قرار وزاري في مصر خاصة تلك القرارات التي تصدر عن وزارة التعليم .
بدأ الاجتماع بكلمات الترحيب المعتادة من مدير المدرسة ثم الاعتذار عن اجراء الانتخابات لعدم اكتمال النصاب ،وهو مايستلزم -طبقا للقرار الوزاري-
وكان هذا البند الأخير هو السبب الرئيسي لحرصي على تلبية الدعوة ،فمنذ سنوات وأنا أتمنى أن يشرح لي أحد أي قرار وزاري في مصر خاصة تلك القرارات التي تصدر عن وزارة التعليم .
بدأ الاجتماع بكلمات الترحيب المعتادة من مدير المدرسة ثم الاعتذار عن اجراء الانتخابات لعدم اكتمال النصاب ،وهو مايستلزم -طبقا للقرار الوزاري-
(لا أذكر رقمه)أن يقوم مدير الادارة بانتخاب ممثلي الآباء.
تعالت همسات الحاضرين مستفسرة عن القرار ،لكن أمين مجلس الآباء السابق فجر مفاجأة بقوله أن مدير الادارة أخبره أمس أن المجلس السابق سيستمر للسنة الثالثة على التوالي
وهنا ارتفع صوت أكثر الحاضرين حماسا من بداية الاجتماع:
تعالت همسات الحاضرين مستفسرة عن القرار ،لكن أمين مجلس الآباء السابق فجر مفاجأة بقوله أن مدير الادارة أخبره أمس أن المجلس السابق سيستمر للسنة الثالثة على التوالي
وهنا ارتفع صوت أكثر الحاضرين حماسا من بداية الاجتماع:
(يعني همّا اختاروا ،طيب أنا ماشي)
المسرحية الهزلية تتكرر ،لكنهم هذه المرة أكثر غباءا ،كشفوا نيتهم في التزييف والاستهانة بارادة الأغلبية ،أم أنهم راهنوا على سلبيتنا وعزوفنا عن المشاركة ؟
ربما يرى البعض أن الأمر ليس بهذه الأهمية ،وأنني أميل الى تسييس الأمور أو فلسفتها
حقيقة أن دور مجلس الآباء يقتصر على مناقشة ميزانية المدرسة وتحديد أوجه الصرف (طبقا للقرار الوزاري) لكني رأيت ماحدث في هذا المجتمع الصغير نموذجا لما يحدث في مجتمعنا بل ربما في مجتمعاتنا العربية ،خاصة تلك التي تحاول ارتداء ثوب الديمقراطية.
لكني -رغم احساسي بالمرارة والخيبة-لم أوافق الرأي القائل بالانسحاب
انسحابنا سيترك الساحة فارغة ،سيجعلنا نقف في صفوف الأغلبية المهمشة
قررت البقاء وشجعني عليه استمرار باقي الحضور
وهنا اندفع أحد الحاضرين في حماس يطلب الكلمة ،وقال أنه لم يحضر للانتخاب ولا مناقشة ميزانية أو قرار وزاري ،وانما مشاركته جاءت لسبب أكثر أهمية من تلك الموضوعات الثانوية ،انها الكارثة التي فعلتها ادارة المدرسة ،بدمج البنين والبنات في فصول المرحلة الاعدادية ، وجعلها فصولا مشتركة بدلا من الفصل بينهم في هذه السن الخطيرة !!!!!
وأضاف ،أن هذا السبب يكمن وراء حضور غالبية أولياء الأمور ، وهنا ارتفعت الأصوات مؤكدة قوله
وأخذ الجميع يتحدثون عن حجم المأساة وما يمكن أن يترتب على هذا القرار في المستقبل!!!!
وهنا..... قررت الانسحاب
استوقفني مدير المدرسة الذي يرأس الاجتماع مستفسرا عن سبب انسحابي ،فأجبته أن ما جئت لأجله لن أستطيع مناقشته بجانب هذا الموضوع (المصيري) الذي يتحدثون فيه
فكل ما جئت لأجله هو بحث تأخر وصول الكتاب المدرسي للطلاب ،وغياب بعض المدرسين منذ بداية العام ،بالاضافة لمناقشة القرارات الوزارية الجديدة !!!!!!!
مضيت في طريقي وأنا أتساءل :اذا كانت هذه هي اهتمامات الأغلبية أو لنقل أكثر الأفراد حرصا على المشاركة ،فهل نطمع أن نأخذ من حكامنا أكثر مما يجودون به علينا؟
المسرحية الهزلية تتكرر ،لكنهم هذه المرة أكثر غباءا ،كشفوا نيتهم في التزييف والاستهانة بارادة الأغلبية ،أم أنهم راهنوا على سلبيتنا وعزوفنا عن المشاركة ؟
ربما يرى البعض أن الأمر ليس بهذه الأهمية ،وأنني أميل الى تسييس الأمور أو فلسفتها
حقيقة أن دور مجلس الآباء يقتصر على مناقشة ميزانية المدرسة وتحديد أوجه الصرف (طبقا للقرار الوزاري) لكني رأيت ماحدث في هذا المجتمع الصغير نموذجا لما يحدث في مجتمعنا بل ربما في مجتمعاتنا العربية ،خاصة تلك التي تحاول ارتداء ثوب الديمقراطية.
لكني -رغم احساسي بالمرارة والخيبة-لم أوافق الرأي القائل بالانسحاب
انسحابنا سيترك الساحة فارغة ،سيجعلنا نقف في صفوف الأغلبية المهمشة
قررت البقاء وشجعني عليه استمرار باقي الحضور
وهنا اندفع أحد الحاضرين في حماس يطلب الكلمة ،وقال أنه لم يحضر للانتخاب ولا مناقشة ميزانية أو قرار وزاري ،وانما مشاركته جاءت لسبب أكثر أهمية من تلك الموضوعات الثانوية ،انها الكارثة التي فعلتها ادارة المدرسة ،بدمج البنين والبنات في فصول المرحلة الاعدادية ، وجعلها فصولا مشتركة بدلا من الفصل بينهم في هذه السن الخطيرة !!!!!
وأضاف ،أن هذا السبب يكمن وراء حضور غالبية أولياء الأمور ، وهنا ارتفعت الأصوات مؤكدة قوله
وأخذ الجميع يتحدثون عن حجم المأساة وما يمكن أن يترتب على هذا القرار في المستقبل!!!!
وهنا..... قررت الانسحاب
استوقفني مدير المدرسة الذي يرأس الاجتماع مستفسرا عن سبب انسحابي ،فأجبته أن ما جئت لأجله لن أستطيع مناقشته بجانب هذا الموضوع (المصيري) الذي يتحدثون فيه
فكل ما جئت لأجله هو بحث تأخر وصول الكتاب المدرسي للطلاب ،وغياب بعض المدرسين منذ بداية العام ،بالاضافة لمناقشة القرارات الوزارية الجديدة !!!!!!!
مضيت في طريقي وأنا أتساءل :اذا كانت هذه هي اهتمامات الأغلبية أو لنقل أكثر الأفراد حرصا على المشاركة ،فهل نطمع أن نأخذ من حكامنا أكثر مما يجودون به علينا؟
22 مارس 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق