أثار حوار علاء الأسواني مع أحمد شفيق جدلا كبيرا ،ناس دافعت جدا عن شفيق واتهمت علاء بالتطاول
وناس اعتبرت علاء بطلا و كلماته أسقطت رئيس الوزراء من موقعه
لكن تعالوا نحلل الموقف بهدوء ونشوف موقف كل منهما
علاء الأسواني ثائر يتحاور مع رمز من رموز النظام -حسب رؤيته-
ويسعى من خلال حواره الى اسقاط الفكر المرتبط بالنظام ،الفكر الذي يقدس المسئول ويرى أن الحوار معه هو حوار من طرف واحد يعطي المسئول الحق في قول ما يريد وتوجيه دفة الحوار الى الوجهة التي يريدها،مع فرض وجهة نظره التي على الجميع الانصياع وراءها والا يبقوا "مش فاهمين"
مش عارفه ليه كل اللي سمعوا الحوار ما سمعوش ان شفيق قال لعلاء :انت مش فاهم
وسمعوا ان علاء هو اللي قال :انت اللي مش فاهم
رد بسيط تلقائي ،لايدل على قلة أدب ،وانما يدل على الاحساس بالندية
الاحساس ده ظهر لما يسري فودة عرض استكمال الحوار بعد البرنامج اذا كان وقت الفريق شفيق يسمح،فكان رد علاء :واذا كان وقتنا يسمح
علاء حب يوصل رسالة للمسئولين ،ان الفكر اتغير ،احترام الشعب لك حيكون لأنك بتحترمه مش لأنك قاعد على الكرسي ،
يعني باختصار :احترم الناس فيحترمك الناس
والرسالة التانية :اختلافي معاك مش لأني مش فاهم ،ما يمكن تكون انت اللي مش فاهم
أما موقف أحمد شفيق ،فمع احترامي ومراعاتي للاجهاد اللي ظهر عليه من طول فترة البرنامج ،بعد يوم عمل شاق،الا انه وقع في أخطاء قاتلة:
اجاباته على الأسئلة لم تكن اجابات ،كانت التفاف ،وده شئ واضح-لي-من أول يوم ،لكن محاوريه في الأيام السابقة كانوا من نوعية مختلفة
الالتفاف مع باقة المحاورين المرة دي مانفعش ،بالعكس وقع الفريق في أخطاء كتير مست المجلس العسكري نفسه،وده ظهر في تبريره لبقاء وزراء الداخلية والخارجية
في مواجهة شخصيات ناقدة زي علاء الأسواني وحمدي قنديل تسلح أحمد شفيق بسلاح ضار جدا ،وهو اعلاء الأنا ،اتكلم عن نفسه كتير ،وبدون سبب ،ذكر كل مايمكن لانسان انه يعمله حتى انه قال الجملة اللي مش ممكن تتنسي:أنا قتلت واتقتلت
اجاباته كانت بعيدة كل البعد عن الأسئلة الموجهه له ،ويظهر ان استعداده النفسي لمواجهة الاتهامات ،ورغبته في الدفاع عن شخصه ،مش عن سياساته ،أدت للنتيجة دي ،حتى انه في سبيل تبرئة نفسه والاعلاء من قيمتها قال ان مبارك هو اللي استفاد من نجاحه
حتى رفض الاعتراف بتصريح المجلس العسكري بأن حكومة شفيق سترحل قبل الانتخابات فكان رده على سؤال :متى ترحل ؟ان الوقت غير معلوم ،ممكن الآن ،ممكن قبل الانتخابات ،ممكن بعدها
وده امتداد للرغبة أو يمكن اعتياد المراوغة في الاجابة
ثم جاء حديثه عن تنظيف الميدان واصلاح الزجاج المكسور ليكمل الصورة ،ويوضح ان شفيق يرى الثورة ،ويرى مصر وهو يحلق بطائرته على أعلى ارتفاع
شفيق -للأسف-لم يفهم الثورة ،لم يدرك أهدافها ،لم يفهم حتى مفرداتها
فكانت كلمة علاء الأسواني :انت اللي مش فاهم،حقيقة مش تطاول
8مارس2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق