الثلاثاء، 24 أبريل 2012

خطوة على طريق الألف ميل


خطوة على طريق الألف ميل

لابد لتحقيق الاصلاح أن نثق في قدرة عقولنا فنعطي أنفسنا الحريةقبل أن نطلبها من غيرنا-

تكثر الدعوات المطالبة بالاصلاح في جميع المجالات ،واسراع الخطى للحاق بركب المدنية ويسعى كل صاحب فكر الى وضع مبادئ وأساليب تهدف لتحقيق هذه العملية والقيام بها على خير وجه ،وأرى أنه يجب أولا أن نفكر في الاعداد أو تهيئة المناخ للاصلاح،وهذا لن يكون –في رأيي-الا بتحطيم الأصنام.
أصنام الفكر التي رسخت في العقل العربي والتي تعتبر كل خروج عليها جريمة لاجزاء لها الا قتل من ارتكبها.
لابد لتحقيق الاصلاح أن نثق في قدرة عقولنا فنعطي أنفسنا الحرية –قبل أن نطلبها من غيرنا-حرية الفكر ،وخوض كل المجالات ،ومناقشة جميع الأفكار ،ومحاولة الوصول الى قناعات حقيقية تنبع من ذواتنا .
لابد أولا من ترك عبادة الأسلاف ،فلا ننظر لقضايانا من وجهة نظر السابقين ،معتبرين أقوالهم قرءانا لا يتغير،وأن ما وصلوا اليه حقائق مطلقة لايمكن المساس بها.
ولنعلم أن هؤلاء الذين نحترمهم ونسير على دربهم لم يصلوا الى ماوصلوا اليه الا باعلائهم شأن العقل ،واحترامهم للاختلاف القائم على الأدلة.
ونقطة البداية تكون في مناهج التعليم ،ولا أقصد بتغيير "المناهج"تغيير المعلومات التي نلقنها لأبنائنا ،ولكني أعني طريقة التعليم وأسلوبه ،علينا أن نعلم أبناءنا كيف يتعلمون ،لا أن نفرض عليهم ما يتعلمونه.
لابد أن نعلم أن البحث يعني النظر الى الأمام واستشراف المستقبل ،لا العودة الى الماضي والسير على درب الأقدمين مهما بلغ احترامنا لجهودهم.
علينا أن نعلم أن اعادة الحياة لأمتنا لن يكون باحياء موتانا ،وانما باحياء عقولنا ،وتنمية قدرتنا على البحث والنقد

13 ديسمبر 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق