الأربعاء، 13 يونيو 2012

قراءة في أحداث جمعة الزحف



هناك صورة شهيرة توضح دور الاعلام في تزييف الحقيقة،الصورة لجندي أسير عن يمينه شخص يسقيه ماء ،وعن يساره آخر يضع البندقية في رأسه.
اذا عرضت الصورة من ناحية اليمين فقط ظهر لك الأسير وهو يسقى بالماء فتظن أنه يلاقي معاملة حسنة.
واذا التقطت الصورة من اليسار ظهرت البندقية مصوبة لرأس الأسير فتعتقد أنه يعاني سوء المعاملة.
تذكرت هذه الصورة وأنا أطالع صحيفة الأهرام الصادرة صباح السبت عندما كانت الصورة الرئيسية على صفحتها الأولى لأحد الثوار ممسكا بقنبلة مسيلة للدموع يستعد لالقائها جهة الجنود !!!!!
ركزت الصورة على جانب واحد فقط من المشهد وبترت الحقيقة لتلونها كما يريد القائمون على المؤسسة الصحفية.
لكن بمجرد وضع الصورة في مكانها الطبيعي من الحدث سندرك أن هذه القنبلة ألقيت على الثوار من جانب الجنود ،فالتقطها أحدهم ليردها الى من ألقى بها حتى يبعد أذاها عن الثوار.
هذا عن الصورة ،أما الفيديوهات التي نشرتها الشئون المعنوية للقوات المسلحة فكان التضليل فيها أشد ،حيث تضمنت صورا لأسلحة سبق عرضها والاعلان عن القبض عن حامليها قبل يوم الجمعة ،وأعيد عرضها داخل الفيديو على انها ضبطت مع المقبوض عليهم في أحداث العباسية!!!!
ماسبق مجرد أمثلة على امكانية التضليل ،وتزييف الحقائق ،ولازالت "الصورة التعبيرية"للمخلوع وهو يتقدم الرئيس أوباما ماثلة في الأذهان .
لكن ماذا حدث يوم الجمعة في موقعة العباسية؟وكيف لنا أن نعرف ماحدث وسط كل تلك الأكاذيب؟
دعونا نحاول قراءة المشهد بعقولنا :
مجموعة من الناس (سلفيين-ثوار-حازمين)لايهم الوصف المهم أنهم أفراد من الشعب المصري ،أحسوا بظلم واقع عليهم ،فأرادوا رفع هذا الظلم ،توجهوا لميدان التحرير-كالعادة-فلم يلتفت اليهم أحد،قرروا التصعيد والسير نحو وزارة الدفاع.
تحركت الجموع من التحرير ليلة السبت قبل الماضي –سيرا على الأقدام-حتى وصلت للمنطقة القريبة من وزارة الدفاع وقرروا الاعتصام.
لم يتعرض لهم الجيش واكتفى بتأمين الوزارة،لكن المعتصمين تعرضوا لهجوم من "البلطجية"سقط على أثره قتلى وجرحى من جانب المعتصمين ،وأهالي منطقة العباسية الذين تعرضوا كذلك لهجوم البلطجية ووصلت المأساة الى ذروتها يوم الأربعاء ووصل عدد الضحايا الى 13 شهيد ومئات الجرحى،ووصل الأمر الى مهاجمة البلطجية لمستشفى دار الشفاء والاعتداء على المرضى!!!
 سؤال:من أين أتى هؤلاء؟وماهي دوافعهم لمهاجمة المعتصمين؟ولماذا يظهر أمثالهم في كل اعتصام ؟
من يدعمهم؟من يحركهم؟من يؤمنهم؟!!!
كالعادة تعامل المعتصمون مع هؤلاء وأمنوا اعتصامهم باللجان الشعبية
وكان رد المعتصمين على ماحدث لهم بالدعوة لما أسموه "مليونية الزحف"أو "جمعة النهاية"لانهاء حكم العسكر وسرعة تسليم السلطة للمدنيين والمحاكمة الفورية والعاجلة لقتلة الثوار والمفسدين وضمان عدم تزوير انتخابات الرئاسة بتعديل المادة 28 من الاعلان الدستورى وحل اللجنة العليا للانتخابات
أعلنت بعض الحركات الثورية تضامنها ،ورفضت أخرى،وأعلنت غالبية الأحزاب عدم مشاركتها ،بينما آثر الاخوان الحل الوسط:النزول الى التحرير
وبدأ الزحف .....وبدأت النهاية يوم الجمعة

شهادة ترويها  ثائرة:
طلعت المسيره من مسجد الفتح و كان الهتاف كله يسقط يسقط حكم العسكر
مكنش فى هتافات فئويه
مكنش فى هتافات دينيه
المهم وصلنا بالسلامه ميدان العباسيه و كان عددنا فوق المتوقع
شوفت الناس اللى بحبهم كلهم
هما هما المتوقع وجودهم الناس المحترمه المهم سمعنا صوت خبط على الصاج اللى محوط المكان اللى كانو بيحفرو تحته للمترو جرينا نشوف فى أيه
لقينا أبتدى الأشتباك طوب بيتحدف من الناحيتين معرفش مين الى بداء 
لكن مهما كان مين اللى بداء 
هما دول الجنود اللى بيحمو الحدود
هما دول الجنود اللى مأمورين بأقصى درجات ضبط النفس
لو هما فعلآ كانو مأمورين بأقصى درجات ضبط النفس و كان أحدى الشباب هو اللى بداء الآشتباك كان المفروض يقولو هش يا حبيبى من هنا و  يفضو الأشتباك و خلصنا و على فكره بالمناسبه يعنى ده حصل فأكتر من يوم قبل كده دخل أكتر من مره شاب متحمس و مخنوق منهم و يحاول يحدف طوبه يجى الظابط يكلم الشباب و عيب كده ميصحش و يفض الأشتباك
لكن ده كان عمل مدبر و هما كانو خلاص خدو الأوامر من قبلها بيوم من الخطاب التهديدى بتاع المجلس العسكرى
كانو عايزين يصفونا و يقضو على البقيه المتبقيه من شويه الشباب الثورين الذين ليس لديهم إى ميول أو أتجاهات 
الشباب المتحمس اللى دمه حامى و دمه حر
اللى مش بيرضى بالمهانه و الذل لإى مصرى مهما كان دينه أو وصفه
المهم فضلت الأشتباكات بيحدفو كسر رخام و سراميك و جرنيت و زخف حاجات كده شبه القلل أو قصارى الزرع أنا أتصدمت لما شوفتها و أستغربت بيحدفوها أزاى بتقلها كده
و أحنا كونا بنحدف طوب لأن مش عندنا غيره و طوبنا بتاع الرصيف مش مؤثر أوى كده لأنه جبس 
بدءوا يرشوا مياه قسماً بالله كنت مبسوطه جداً برش المياه
قولت أخيرا اتعلمو أزاى يفضو الأعتصام بطريقه سلميه و بدون عنف و قوه و حتى لو طوب قصاد طوب مش مشكله يمكن مش عندهم غير السراميك و الرخام و الجرنيت
و أتعلموا ميضربوش خرطوش و غاز و نار
و فضلت أكسر طوب و أدى لآخواتى
كانو أعمار مختلفه منهم اللى أصغر و منهم اللى اكبر  بكتيييييير أد أبويا الله يرحمه و أد جدى كمان
و فضلنا كده فتره و كان بيقع مننا مصابين كتير جدا لإن الرخام و السراميك ده لما بيتحدف حاد جدا بيشق راس الولد من دول بطريقه فظيعه و بيشوه الوش جامد اوى
كانو خايفين علينا جدا (البنات) و كانو بيطلبونا نرجع ورا لكننا بنرفض ده غير أن كان فى جزء بينقل المصابين المستشفى الميدانى 
الشباب خلعوا الصاج و ابتدوا  يتحاموا فيه و الضرب نازل علينا  و ابتدوا ضرب الغاز
بس الغاز المره دى مش طبيعى فى حاجه غريبه فظيع جدا اللى كان بيشمو كان بيغمى عليه و بيتعمى لفتره
فجاءه لقيت السلك الشائك اللى كان فاصل ما بينا و بينهم اتشال و لقيت العساكر داخلين و بيضربوا خرطوش بطريقه فظيعه جدا و كتير اوى
جرينا شويه قولت جايز بيجرو ورانا و هيقفوا عند النفق و خلاص على كده و  بكده يبقى فضو الاعتصام و خلص اليوم 
و لقيت العساكر اتبعترو و بقى كل واحد فى ناحيه بيحدف طوب علينا و اللى بيتكعبل او يقع بينزلو عليه ضرب بالعصيان
المهم فضلو يجرو ورنا لحد ميدان العباسيه
اترمت قدامنا قنبله و حسيت انى اتعميت و فعلا مكنتش شايفه حاجه خالص
لقيت خالى بيشدنى عشان نجرى تانى بقوله مش شايفه مش قادره اخد نفسى حاسه انى هموت 
فضل يشدنى  هو و يوجهنى و هو ماسك ايدى و يقولى شمال او يمين و انا بمشى على مسكته لايدى و صوته و فضلت اجرى اجرى واحد لقنى بموت فضل يقولى اتشهدى اتشهدت ولا 100 مره لانى فعلا كنت حاسه انى بموت
وصلنا ميدان العباسيه كده خلاص فضوا الاعتصام قعدنا على الرصيف 
خدت نفسى ابتديت احس انى قادره اشوف و اخد نفسى 
 نروح فين مش عارفه
هندخل يمين ناحيه محطه مترو العباسيه فى بلطجيه، هنمشى على طول كان فى دبابات 
حسيت اننا اتحاصرنا 
حسيت انهم بيصفونا هما عملو كده زى ما قولت عشان يخلصو على الباقيه المتبقيه من الثورة و الثوار،الشباب اللي معانا تطوعوا وقالوا للعساكر:الشباب عايزين يمشوا ،سيبوهم يعدوا
وكان رد العساكر انهم هنا علشان يأمنونا!!!!!
جرينا لحد ما وصلنا تقاطع صلاح سالم مع امتداد شارع رمسيس   
 قعدنا ناخد نفسنا شويه و سألنا هنعمل ايه
رد بعض الناس مفيش خلاص الاعتصام اتفض ولا حاجه
احباط و يأس من الجميع ده غير صراخ و عياط بعضهم اللى ليه صديق مصاب او اعتقل او اختفى و اختفى دى غالبا بيكون مات

---------------------------------
قد نصدق ماقالته أو لا نصدقه ،لكن تبقى النتائج خير شاهد على ماحدث :
11 قتيل وعشرات المصابين في صفوف الثوار
سقوط شهيد من المجندين لكن لم يتم عرضه على الطب الشرعي!!!
اعتقالات لمئات الناشطين السياسيين
هذا هو الحصاد ،فاذا طبقنا قاعدة:اذا أردت معرفة الفاعل فابحث عن المستفيد، بدت لنا الصورة أكثر وضوحا في تحديد الطرف الثالث.

كتب هذا المقال عقب أحداث العباسية

من وحي الثورة



قصة مشتركة كتبناها سويا أنا وزميلي العزيز يوسف هريمة من المغرب
------------------------------------------------
تحت لهيب الشمس الحارقة لا زالوا يحملون فؤوسهم، والعرق يتصبب كالشلال. لا تفارق البسمة محياهم، وحين تأفل الشمس في جوف السماء يتناثرون كما تتناثر أوراق الخريف.
ليس لهم نصيب من الدنيا إلا التعب، فالحاج علي وهو أكبرهم سنا وأرجحهم عقلا ضاق ذرعا بحياة المزرعة. فلا صوت هنا يعلو على صوت من يلقبونه ب" الفرعون "، رجل في السبعينيات من عمره، مربوع القامة، أسمر البشرة. قضى عمرا طويلا ليكوِّن ثروته بعد أن كان مجهول الاسم،عاش يتيما وجرح الأبوين نزيف لم يندمل بعد.
يقضي يومياته متجولا بين الفلاحة ومن رمتهم قلة ذات اليد ليمارس سلطته عليهم، يرمي السوط ويعلي الصوت:" ياالله يا تعبانين ما فيش عمل يعني ما فيش فلوس ".
تتلاقى العيون لتبكي قدرها، ولا من يجرؤ على تكسير حاجز الخوف، ويستمر المشهد المرعب، وتتناسل الأسئلة وينعدم الجواب: متى نحطم الصنم؟.
كان الحاج علي شاهدا على المأساة، فقد خبر المزرعة وذاق طعم الذل من زمن بعيد، رجل في الخمسينيات من عمره، لم يأخذ منه ظلم المزرعة بريق عينيه، فظل محافظا على رشاقته وهمته. علاقته ببقية العاملين والفلاحة علاقة ممتدة في ارتباطاتها، فقد سبق له أن رئس الخدم وأسلم المسؤولية لصاحبها بعد أن ضاق ذرعا بظلمه. الكل يلقبه بالحكيم، ويمدون إليه الأعين أملا، فلا صوت هنا يعلو على من يلقبونه ب" الفرعون ".
وبينما تترقب القلوب وتهفو إلى مخلصها، قرر الحاج علي أن يقوم بثورة يكون شعارها الحرية، فلا مكان للاستعباد في هذا الزمن العقيم، وبدأ يحشد كل المتظلمين وأصحاب الحاجة، وكل من يجعل من رأس هذا النظام السائد في المزرعة هدفا أسمى.
بدأ الهمس،ثم همهمة مسموعة ،خفتت عندما تعالى صوت الحاج علي: إلى متى نصبر على الذل؟
إلى متى نستعبد؟
بدأت الأعين تزوغ، والرقاب تلتف ربما خوفا وترقبا وربما بحثا عمن يجيب
وأتت الاجابة من كهل يقف بعيدا: ماذا تريدنا أن نفعل؟ نعم ولدنا أحرارا ،لكن يجب أن نصبح عبيدا لنعيش.
وهنا صاح أحد الشباب:لا حياة بلا كرامة
وتعالى صوت: تقول ذلك لأنه ليس لديك مسؤوليات، كيف سيأكل أبناؤنا إذا تركنا العمل؟
أجاب الشاب: ليس بالخبز وحده يحيا الانسان
لا طعم للخبز بدون حرية
الحرية يا إخواني،الحرية أغلى من الحياة.
تسمرت أعين الناس والحاج علي يعزف على الوتر الحساس، ليقتنع الجمع بعدها بضرورة التحرك، فما عانوه لسنين طويلة يستحق منهم الثورة على صمتهم، ولو أن أحدهم تساءل بصوت خافت: " من سيخلف الفرعون يا اخوانَّا ؟ ".
لم يكترث الجمع بهذا السؤال، ومنهم من أسرَّ الجواب في نفسه واكتفى بنظرات خجولة ارتسمت عليها علامات استفهام مؤجلة.
انطلق الجمع الى قصر الفرعون، ذلك القصر الذي لم يجرؤ أحدهم يوما على النظر اليه ،انطلقوا بأياديهم المتشابكة، وكل منهم يؤمن أنه قادر -مع رفاقه-على تحطيم تلك الجدران الفولاذية وطرد الفرعون وإنزاله من عرشه.
اتفقوا على شعار يرافق مسيرتهم: " الغلابة يريدون إسقاط الفرعون "، وفي مشهد رهيب اتحدت حناجرهم، وتزلزلت الأرض تحت أقدامهم. كل من صادفهم الجمع في الطريق إما ملتحق أو مصفق داعم، أو حاقد نما بين أحضان الظلم، أو متربص بين الصفوف عله يجد مخرجا يوقف زحف الثورة.
في حركة تلقائية تشابكت أياديهم التحمت أجسادهم، صاروا كتلة من اللهب اندفعت نحو القصر .....
زلزال !!!!فيضان!!!!بل هو بركان...
هكذا رأى من كانوا بالقصر
ماذا يحدث ؟ من أين أتى هؤلاء؟ كيف تجرؤوا؟
الأصوات تتعالى منذرة باقتراب الجمع.....
تجحظ عيون الفرعون وأتباعه، يحاول رئيس الحرس إيجاد مخرج لما يحدث فيصيح: مأجورون ، مخربون، لابد من القضاء عليهم
أطلقوا الرصاص
انطلق الغفر الى الشرفات ، صوبوا أسلحتهم تجاه الجمع، لكن الهتاف كان أقوى من طلقات الرصاص...
اهتزت الأيادي التي تحمل السلاح ولم تقو على مواجهة الأيادي المتشابكة.
انطلق الرصاص في الفضاء، لكن بعضه عرف الطريق الى أفئدة كرهت الخضوع.
مع سقوط كل شهيد كانت الهتافات تعلو، العزم يزيد الشعب يريد
الشعب يريد اسقاط الفرعون
الرصاص لم يعد يجدي
سقوط القتلى لا ينقص العدد، فالشهداء لا يموتون
نظر رئيس الحرس الى الأيادي المتشابكة وصاح:
لابد أن تتفرق أياديهم، لا تقتلوهم فالقتل يقويهم، فرقوهم تقضوا عليهم
تعالت الأصوات مكسرة قبضة الخوف، وتماسكت الأيادي فارتجفت الأرض تحت أقدام الفرعون، حاول الاستماتة وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.
حتى من كان بالأمس يده اليمنى، وبيدقا من بيادقه التحق بالجمع، فزحف الغضب لن يوقفه أحد...
نفض الجميع يدهم من صلابة الفرعون، ومن استفاد من وضع المزرعة في الماضي عاد خطيبا في الحقوق والأخلاق.
سقط الفرعون من عليائه مستسلما لإرادة التغيير، ولحق الذل والعار بمن شكك في القدرة عليه، وعادت الأصوات مكبرة بحلول فجر جديد.
شعر الحاج علي ومن معه بثقل المسؤولية، فالمزرعة الآن دون قائد وسقوط الفرعون لا يعني نهاية التاريخ، فمن كانوا أذياله بالأمس لا زالوا يحتلون كل دهاليز المزرعة، والمكان فارغ يحتاج من يملأه.
تنفس الجمع الصعداء فرحا ومرحا بسقوط ممثل الذل والهوان، وأخذ السامري يدق مساميره في إسفين الثورة، فالحركة متوقفة، والناس تعودت على الانقياد تعود الخراف على راعيها.
تعالت الأصوات والكل يحاول أن يستثمر في المولود الجديد.
انبرى الحاج علي وهو أحد الممثلين لثورة الجياع يقول: مضى زمن الفرعون، والمكان فارغ، وها أنذا أرشح نفسي للقيادة، فانظروا في أمري أصنع لكم من هذه المزرعة جنة خضراء.
لم يخف الناس غضبهم وبدأت النظرات تسابق الزمان في من يمكن أن يخلف الفرعون ويغير الوضع القائم، فالفراغ قاتل ولقمة العيش سيف لا يقهر.
لم يقبل الناس فكرة الحاج علي ولو أنه من مهَّد لطريق التغيير.
لماذا لا أكون أنا؟
سؤال تردد داخل كل فرد
كيف أخضع لفرعون جديد؟
من يدريني أنه لن يفعل مثل من سبقه؟
لا لن أثق إلا بنفسي
هكذا تحدث لسان حال الثوار، وهذا ماقرأه أعوان الفرعون القديم في أعينهم
فجاءت الفكرة:
كل عائلة منكم تختار من يمثلها، ثم يجتمع هؤلاء النواب ليختاروا القائد من بينهم......
بدأت الأصوات تعلو، لكن الهتاف لم يكن واحدا، لم يكن ضد الفرعون
تشابكت الأيدي، لكن لتتصارع...
كان على الناس أن تدرك خطر الفراغ وخطر التنازع، فانبرى شاب من بين الجمع مذكرا:" لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم "، وبدت نظرات البعض تخترق جدار الصمت.
أدرك الحاج علي أن الثورة تحتاج لثورة أخرى، فحين لا تربو معارف الناس ومداركهم نحو السلطة يكون اقتسام المغانم هدفا أعلى.
حلق بعيونه على مدى اتساع ذلك القصر.
خانته بعض الدمعات فابتسم ابتسامة سخرية، وقال:" من فرعنك يا فرعون؟ قال: لم أجد من يوقفني على فرعنتي ".
حمل على كتفه لوحة كان مكتوبا عليها:" الشعب يريد تغيير الفرعون"، ووعد نفسه بأن يستبدلها بعبارة جديدة:" الشعب يريد تغيير نفسه ".

هل كانت ثورة؟


هل كانت ثورة؟
هل قمنا بثورة؟
لو انت من شباب الثورة ووجه لك هذا السؤال منذ عام لكانت اجابتك دون تردد:نعم قمنا بثورة
ولو سئلت الآن ربما تقول:لا
يرى البعض أن الثورة لم تكتمل ،ويرى آخرون أنها لم تبدأ بعد.
وبعيدا عن التقديرات الشخصية دعونا نحاول الخروج من المشهد لنستطيع الحكم عليه دون التأثر بكوننا جزء منه
ماهي الثورة؟
 التعريف التقليدي للثورة المستمد من الثورة الفرنسية هو:قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة
لكن هذا التعريف لاحق للثورة وليس سابق عليها.أي أنه ينطبق على الثورة الفرنسية لأنه يصفها ،لكن ليس شرطا أن ينطبق على كل الثورات.
وبصفة عامة الثورة تعني الرفض،هذاالرفض يؤدي الى تغيير، 
التغيير الثوري تغيير مفاجئ وعادة تستخدم فيه القوة ،لكن القوة لاتعني دائما قوة السلاح ،فقد تكون قوة الضغط الشعبي وهذا ماحدث في أوكرانيا ومصر
ولا يشترط أن يكون التغيير للأفضل،فقد تأتي الثورة بنظام أسوأ من الذي انقلبت عليه،وهذا مايحدث عادة في الفترات الانتقالية التي تعقب الثورات ،ومرة أخرى نعود للثورة الفرنسية التي مرت بثلاثة مراحل واستغرقت 10 سنوات قبل أن تصل لما يمكن أن نسميه مرحلة النضج أو النجاح.
نجاح الثورات لا يمكن الحكم عليه بعد أشهر من قيامها،فالثورة فعل غاضب يهدم القديم ،ثم يبدأ في بناء الجديد،وبين الهدم والبناء قد نفقد بعض المعالم،قد تختلط الأمور ،لكن تبقى حقيقة أن القديم يتصدع ،ولا يمكن عودته مرة أخرى ،حتى لو حاول البعض ذلك وتوهم أن بامكانه ترميم القديم واحياؤه فسيأتي بناؤه متصدعا ،حاملا أسباب انهياره ،ولن يحتاج حتى الى ثورة أخرى لتقضي عليه.
وقد تبدأ الثورة من الشعب وتنتهي بدكتاتوريات عسكرية كما حدث في معظم ثورات أمريكا اللاتينية.
لكن الثورات لا تستنسخ،فلكل شعب طبيعته الخاصة في علاقته بالدولة ومؤسساتها ،وللشعب المصري خبرته السابقة فيمايخص الدكتاتوريات العسكرية التي تمنعه من تكرار الخطأ مرة أخرى.
بل ان الكثيرين يصفون ماحدث في 25 يناير بأنه ثورة على حكم العسكر ،فكيف لثورة أن تسقط نظام لتبعثه مرة أخرى؟
المهم أن التغيير بدأ ولن يتوقف قد يتعثر أو يتجه الى طريق غير مرغوب فيه ،لكن تعديل المسار ممكن طالما بدأ السير
كانت ثورة وستبقى كذلك حتى تحقق أهدافها 

متابعة اللحظات الأخيرة من سباق الرئاسة المصري


متابعة اللحظات الأخيرة من سباق الرئاسة المصري

ليلة لم ينم فيها المصريون...ترقب وانتظار....عيون وآذان متربصة ترقب الأرقام التي تعرضها شاشات التلفاز والكمبيوتر....بين لحظة وأخرى يصعد نجم مرشح ويخبو آخر...وينتظر الجميع اللحظة الحاسمة التي ينتهي عندها السباق
بدأ فرز الأصوات بعد غلق اللجان أمام الناخبين في الساعة التاسعة من مساء أمس (الخميس)بعد انتهاء اليوم الثاني من أيام الاقتراع،كان الاقبال ضعيفا بصفة عامة في ساعات النهار الأولى،ليزداد مع قرب موعد الاغلاق.
من أهم أحداث اليوم الأخير الخبر الذي انتشرعن انسحاب عمرو موسى من الانتخابات ،لكن حملته نفت ذلك ووصفت الخبر بالشائعات المغرضة التي تهدف الى التأثير على مركز عمرو موسى في الانتخابات.
وكان ذلك سببا في تبادل الاتهامات بين عمرو موسى وأحمد شفيق متهما كل منهما الآخر بأنه كان جزءا من نظام الرئيس المخلوع.
تم رصد عدة  تجاوزات تمثلت فى توزيع رشاوى انتخابية فى 8 محافظات وهى "الإسكندرية، مرسى مطروح، الشرقية، الجيزة، القاهرة، قنا، الفيوم الغربية"، وقد تراوح سعر الصوت الواحد ما بين 50-150 جنيه
وفي بعض اللجان تم انهاء التصويت والبدء في الفرز قبل الموعد المحدد ،واعترض الناخبون الذين أتوا في اللحظات الأخيرة وتم تدارك الموقف في العديد من اللجان.
عملية فرز الأصوات مستمرة وتشير النتائج الأولية الى تقدم محمد مرسي،أبو الفتوح،حمدين صباحي،أحمد شفيق ،عمرو موسى على غيرهم من المرشحين ،ويتناوب محمد مرسي وأبو الفتوح وحمدين وشفيق على احتلال المراكز الأولى ،بنسب تكاد تتقارب ،مما يجعل من الصعب التنبؤ بأبطال سباق الاعادة.
في محافظة بورسعيد احتل صباحي المركز الأول وشفيق التاني
في الاسكندرية صباحي الأول-أبو الفتوح الثاني
في سوهاج مرسي الأول يليه أحمد شفيق
مرسي الأول وأبو الفتوح الثاني بلجان مركز مطاي بالمنيا
المؤشرات الأولية في الاسماعيلية تشير الى تقدم محمد مرسي ثم حمدين صباحي.
لازلنا ننتظر اسم الرئيس الذي سيكتبه المصريون بدماء شهدائهم.