الثلاثاء، 24 أبريل 2012

قضايا معلبة


قضايا معلبة

قضايا ضد الحل ،فهي لم تثار لتحسم وانما لتثير الغبار حولها،غبار هدفه بالطبع التعمية والتعتيم على أشياء لا نريد أن نراها

تمر المجتمعات بعدة مراحل من الضعف والقوة ،ولكل مرحلة نوعيتها الخاصة من القضايا الفكرية ،فنرى القضايا الجادة التي تهدف لتغيير المجتمع والارتقاء به ،تسود المجتمع أوقات القوة  ،بينما تسود الأفكار "الهلامية"التي لاتهدف سوى الجدل ،وتُدخل المنشغلين بها في جدال تتطابق فيه نقطتا البداية والنهاية.

أرى أن مجتمعاتنا تعيش هذه الحالة الآن ،فينشغل "مثقفونا"كل فترة  بقضية معينة يثار حولها الجدل ،وتتسابق وسائل الاعلام لمناقشة هذه القضية ،واستضافة من يطلقون عليهم "المختصين".
وينتهي موسم النقاش وتنتهي القضية الى لاشئ ،وفجأة تختفي الأصوات ،ويغلق باب الحوار فجأة كما فتح فجأة!!!!!
قضايا ضد الحل ،فهي لم تثار لتحسم وانما لتثير الغبار حولها،غبار هدفه بالطبع التعمية والتعتيم على أشياء لا نريد أن نراها أو يراها الآخرون .
ثم نضع القضية في "العلبة"لحين الحاجة اليها مرة أخرى.
وعلى الرغم من ضعف أهمية هذه القضايا عادة ،وعدم جدواها للمجتمع الا أنها قد تكون دافعا نحو البحث وعرض وجهات نظر مختلفة .
لا أقصد بالطبع من يعرض قضايا قديمة لم تحسم أو تم وضع حلول لها لم تعد مناسبة لعصرنا ،فبالتأكيد اعادة طرح مشكلات قديمة بهدف ايجاد حلول عصرية أمر يؤدي الى تغيير المجتمع وتطوره.
لكن المشكلة الحقيقية تكمن عندما نناقش تلك القضايا "المُعلبةًَ"عن طريق طرح الحلول "المُعلبة"أيضا.
فبدلا من محاولة عرض وجهات نظر جديدة لهذه القضايا القديمة نكتفي بالتحيز لآراء سابقة .
والغريب أن "المرأة" هي القاسم المشترك لهذه القضايا،"نقاب المرأة"،"ختان المرأة"،"عمل المرأة"،"تعدد الزوجات"........
وغيرها من الموضوعات التي انتهت فترة صلاحيتها في المجتمعات المتقدمة لكننا لازلنا نتهافت على استهلاكها.
أتمنى أن نكتفي بهذا القدر من الرقود وأن نحاول الدخول الى الألفية الثانية صانعين للمستقبل ،بدلا من الاكتفاء بالبكاء على الأطلال.
2نوفمبر2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق