الثلاثاء، 24 أبريل 2012

الشعب يريد إسقاط” فكر” النظام


الشعب يريد إسقاط” فكر” النظام


لجأ النظام المصري السابق إلى  سياسات  اقتصادية وإعلامية وتعليمية أنتجت حالة من الشلل السياسي والاجتماعي ، أنتجت قيما سلبية سادت المجتمع المصري ،هذه القيم السلبية ساعدت النظام على توطيد دعائمه اعتمادا على التشويه الذي حدث للمجتمع وكان من الأثر السياسي لهذه القيم خلق معارضة مشوهة لا تعبر عن الشعب أو حتى عن تيارات أو جماعات حقيقية ،وإنما يعبر كل فرد فيها عن نفسه
معارضة لا يمكن الاعتماد عليها كشريك في عملية تداول السلطة، بل لا يمكن الاعتماد عليها في التأثير على سياسات الحكومة
هذا التشويه المتعمد كان هدفه الحفاظ على السلطة القائمة بحجة غياب البديل أو على الأقل عدم وجود ما هو أفضل مما هو كائن،وهذا ماكان يروج له النظام ،ولاقى قبولا لدى بعض قطاعات من الشعب
كان الوضع السابق معناه البقاء  في دائرة مفرغة :سياسات تؤدي إلى تجريف الحياة السياسية وانتفاء وجود أي بديل للنظام السياسي القائم ،وعدم القدرة على تداول السلطة رغم الادعاء بوجود الحريات اللازمة لذلك،بما يعني بقاء السلطة القائمة التي تسعى بدورها إلى القضاء على أي محاولة لتطوير المجتمع وأنظمته الاقتصادية والاجتماعية.
حتى حدثت ثورة 25 يناير لتمثل قوة دفع أخرجت المجتمع من تلك الدائرة وفجرت الطاقات التي لم يعلم بوجودها أغلب أفراد المجتمع أنفسهم،أثبتت ثورة يناير أن النظام السابق لم يستطع القضاء على إرادة الحياة التي احتفظ بها الشعب واستطاع الانتصار لها رغم كم الفساد الهائل الذي أحاط به.
فجرت الثورة طاقات المجتمع وإمكانات أفراده ، كسرت حاجز الزمن وأدخلتنا إلى المستقبل الذي ظننا أننا لن ندركه ،إلا بعد سنوات طويلة،وبقي أن نستثمر هذه القوة الدافعة لتستمر إلى ما بعد إسقاط رأس النظام ،نعم إن مبارك ومعاونيه يمثلون أعلى قمة هرم السلطة ،وليس معنى تخليهم عنها أو محاكمتهم أن النظام سقط ،لكن سقوط النظام يعني إسقاط الآليات والفكر الذي حكم المجتمع حتى وصلنا إلى ما كنا فيه ،آليات الفساد التي مكنت لمثل هؤلاء الأشخاص أن يسعوا في بلادنا فسادا دون رادع ،هذه الآليات هي الهدف ،وليس فقط الأشخاص الذين أفرزتهم هذه الآليات .
بقي أن نطور هذه القوة الدافعة إلى ما هو أبعد من القضاء على أفراد النظام السابق، لنقضي على الآثار التي خلفها ذلك النظام في مجتمعنا وفي أنفسنا
فهل نملك من الطاقة والعزم ما يمكننا مواصلة الرحلة ،رحلة بناء دولة ،ومجتمع على أسس مختلفة ،أسس تحقق النهضة والتقدم ،وتدخلنا في ركب الأمم المتحضرة أم تخور قوانا ونستسلم وتشغلنا خلافاتنا حتى نعود إلى حالة السبات ،ووقتها لن نملك حتى القدرة على الرجوع إلى الدائرة المفرغة التي أتينا منها؟
الرأي العربي 11يونيو 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق