السبت، 3 نوفمبر 2012

العدالة سُنة مؤكدة



الله عادل ،وكل ما في الكون مخلوقاته يخضعون لسننه ،وهذه السنن تعمل وفق قوانين لا تحابي أحدا
لن ينصر الله انساناعلى آخر لمجرد أن هذا يؤمن بوجوده والآخر لا
لن يعطي انسانا .لأنه يردد كلمات تمجده ،ويحرم آخر لأنه لا يفعل.
القضية هي العدالة المطلقة ،نحن جميعا أمامه سواسية في خضوعنا لسنن الكون.
من يجتهد يصل ،ومن يعمل يحصد نتيجة عمله .
الكلمات التي نرددها لن تحل محل العمل ،
كلماتنا لن تحرك سنن الله في الكون ،لكن أعمالنا هي التي ستفعل ذلك
عطاء الله لن يصيب الأيادي المرفوعة الى السماء ،لكنه سيصيب الأيادي التي تعمل على الأرض.
هذه هي قناعتي
الدعاء هو استدعاء لسنن الله في الكون ،وهذه السنن لا تحابي أحدا
والعدل لمن قال لا اله الا الله ولمن لم يقلها.

الخميس، 18 أكتوبر 2012

عذرا ،لسنا "اخوانا"


كنت أنظر للاخوان على انهم فصيل سياسي أختلف معه ،لهم 

أفكارهم التي تختلف عن أفكاري ،كنت أحترم قدرتهم على 

التنظيم ،لكن الأحداث أثبتت لي أنهم الوجه الأسوأ لنظام 

مبارك،لم ينقلبوا عليه رغبة في الاصلاح بل طمعا في السلطة.

 قدرتهم على التنظيم ليست سوى توحد وراء المصلحة 

وسيطرة على البسطاء باسم الدين.تفوقوا بجدارة على

 الميكيافيلية فمصلحتهم مبرر كاف لكل ما يؤدي اليها من طرق.

عندما تكون هناك أفكار لصالح البلد يسعى الحزب أو التنظيم للوصول الى السلطة لتطبيقها فهذا أمر مباح،أما عندما تصبح السلطة هدفا في ذاتها وعندما يصلون اليها يرتكبون -لا أقول أخطاء- بل جرائم تفوق جرائم النظام السابق فهنا المأساة

الى الذين يرون أن اختيار الاخوان كان هو الأفضل كبديل أوحد لنظام مبارك أقول:لم نكن بين خيارين بل خيار واحد ،الاخوان تحالفوا مع العسكر ليرثوا ملك مبارك،لم تحدث صدامات ولم يقدم أحد للمحاكمة ،حتى المشير وعنان عندما نشر خبر عن منعهما من السفر تم ايقاف رئيس تحرير الجريدة التي نشرت الخبر وكذبه محمد مرسي بنفسه مؤكدا ان طنطاوي وعنان من مستشاريه وأنه يستمع الى آرائهما



الأحد، 14 أكتوبر 2012

قراءة في أوراق "قضية النائب العام


قراءة في أوراق "قضية النائب العام


خرجت علينا وسائل الاعلام يوم الخميس الماضي معلنة خبر بدا غريبا على مسامعنا :اقالة النائب العام،وتعيينه سفيرا لمصر في الفاتيكان .
أتى هذا الخبر في أعقاب صدور حكم ببراءة المتهمين في قضية من أهم القضايا المتعلقة بثورة يناير ،بل يمكن القول ان ماحدث في هذه الواقعة غير مسار الثورة .
كان المتوقع أن يخرج المصريون تأييدا واحتفالا بهذا القرار الذي وافق مطلبا طالما نادى به الثوار ،لكن ماحدث كان عكس ذلك.....
كان الثوار قد أعدوا "كشف حساب"للرئيس محمد مرسي ودعوا لمليونية تحقق فيما تم انجازه وما لم يتم من وعود قدمها الرئيس المنتخب ،وذلك بعيدا عن الاحصاءات والأرقام التي تلاها في خطابه وسط جمهوره.
ودعى الاخوان لمليونية "القصاص لشهداء موقعة الجمل".....
كان الميدان واحدا والقلوب شتى فحدث ماحدث ،لم يتقدم الثوار بكشف حسابهم للرئيس لكنهم أضافوا اليه أخطاء أخرى ارتكبها الرئيس ومستشاروه والجماعة التي ينتمي اليها.
وفشل الاخوان في صرف انتباه الثوار عن أهداف ثورتهم عندماظنوا أن الاسم البراق لمليونيتهم "القصاص للشهداء"سيخدع الثوار،فحدثت الاشتباكات بين الفريقين في الميدان الذي ضمهم من قبل عندما كان هتافهم واحد وهدفهم واحد ،وخرج الاخوان من الميدان ...
لقد أثبتت التجارب والمواقف أن الاخوان لايبحثون عن دماء الشهداء الا ليرسموا بها طريقهم للسلطة، كذلك لم ينخدع الثوار بتقديم النائب العام قربانا فيظنوا أن هناك "تطهيرا" لمؤسسات الدولة،بل أدركوا أن  ما يحدث استكمالا لأخونة الدولة والسيطرة على جميع مؤسساتها ،فرفضوا "الهدية"وانقلب السحر على الساحر.
وعلى الجانب الآخر قدمت "الجزرة " للنائب العام ولوح له بالعصا ليقبل الرحيل بهدوء ،حذره أو "هدده"وزير العدل بما سيلاقيه من غضب "شعبي" اذا استمر في منصبه ،عارضا عليه منصب "سفير بالفاتيكان".
وكان النائب العام أكثر ذكاء ،علم أن هناك رغبة في التخلص منه فلم يرفض الصفقة ،ترك "الطامع"يظن أنه نجح في اصطياد الفريسة حتى اذا شعر بالأمان استيقظت الفريسة وانقضت عليه.
تركهم يعلنون اقالته ،وأعلن هو انه لم ولن يستقيل ،فأوقع الرئيس ومستشاريه في خطأ قانوني ودستوري فاضح ،حتى ينقل ساحة المعركة ويدخل معه رجال القانون وكل أحرار الشعب يدافعون عن "استقلال النائب العام" لا عن شخصه.
نجح النائب العام في تغيير ساحة الصراع وعنوانه ،وبدلا من أن يكون وحيدا في مواجهة من يريدون الاستئثار بالسلطة ،وبدلا من أن يدخل كشخص محسوب على نظام مبارك كانت اقالته مطلبا من مطالب الثورة،أدخلهم في مواجهة القانون والدستور ،فخسروا المعركة ،وكان البحث عن مخرج ليتم الانسحاب بطريقة لائقة ،وخرج علينا نائب الرئيس بمؤتمره الصحفي وحديثه عن سوء فهم الرسالة ودور الاعلام في تشويه الحقائق.
هدأت المعركة وعاد كل فريق الى موقعه ليعلم الاخوان أن طريقهم للسيطرة على الدولة وأخونتها لن يكون مفروشا بالورود ،ولكن بدماء الأحرار.
منى شماخ
13/10/2012

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

ثورة برعاية العسكر… أم انقلاب حماه الشعب؟؟


بعيدا عن نظرية المؤامرة في تفسير الأحداث يمكننا القول ان ماحدث في مصر لم يكن ثورة حماها الجيش لكنه كان انقلاب عسكري حماه الشعب
هذه هي احدى قراءات المشهد
قراءة أكدتها كل الأحداث السابقة بدءا من اعلان المجلس العسكري انعقاده الدائم ،مرورا بتكليف الرئيس المخلوع له بتولي السلطة ،فدعوته الشعب لاستفتاء لاهدف له سوى تأكيد سلطة المجلس العسكري وخضوع الشعب لهذه السلطة.
وتتوالى فصول المسرحية بتشكيل مجلس تشريعي يحمل بذور فنائه ،وافتعال أزمات لتشويه صورة الثورة والثوار وتبرير استمراراستحواذ المجلس العسكري  على السلطة وحنثه بوعود تسليمها مرة تلو الأخرى وقد اتضح السيناريو كاملا بعد الإجراءات الأخيرة من مسلسل البراءات لقتلة الثوار، ثم إصدار قانون الضبطية القضائية  وأخيرا الحكم بعدم دستورية قانون العزل ،ثم حل مجلس الشعب الذى تسبب فى عدم دستوريته القانون الذى أصدره المجلس العسكرى نفسه عن عمد.
نعود للبداية ….
بدا واضحا ان المجلس العسكري ضد التوريث ،وربما كان يعد شيئا ما لاحباط هذه العملية اذا ما أصبحت حقيقة ،ربما توقع ثورة الشعب أو غضبه وأعد عدته لاستثمار هذا الغضب لصالحه
لكنه لم يتوقع أن يثور الشعب على النظام القائم بالفعل ،وليس على الوريث المنتظر
فاختلفت الحسابات قليلا ،لكن الخطة محسوبة :يسير المجلس مع الثوار طالما الهدف مشترك ،فاذا وصلنا الى مفترق الطرق يكمل المجلس طريقه ويذهب الثوار الى …..السجون
ووجد المجلس ضالته في الاخوان المسلمين جماعة اصلاحية همها الأول الاستئثار بالسلطة ،البديل التقليدي للحزب الوطني ،لهم قبول في الشارع ويحظون بثقة الثوار .
هذه الصفات سهلت للمجلس مهمته وساعدته على اتقان الدور الذي اختاره كنصير للثورة وحام الشعب والثوار.
لكن الأقنعة تساقطت عن المجلس وحلفائه ،وعند كل مواجهة حقيقية يظهر فيها مفترق الطرق بين الثورة من جهه  والعسكروحلفائهم من جهه أخرى كان الوجه القبيح يظهر ،بدءا من “رصيدنا لديكم يسمح”عند فض اعتصام التحرير في فبراير 2011 ،وما حدث أمام ماسبيرو، ثم ماحدث في محمد محمود ،ومجلس الوزراء ،وأخيرا وليس آخرا ماحدث في العباسية.
عند كل مواجهه حقيقية مع الثورة كان المجلس يظهر أنيابه ويصمت الأخوان (الحليف المستأنس)،وعندما خرج الأخوان عن صمتهم ،كان صوتهم مع العسكر مشجعين ومؤيدين ،معلنين كفرهم بشرعية الميدان .
وشيئا فشيئا تحول الأخوان من تأييد المجلس في مواجهة الميدان الى طرف أساسي في المواجهه ،حتى وصل الأمر الى اعلانهم نجاح الثورة واحتفالهم بها في الميادين قبل أن تجف دماء الشهداء
ثم تجييشهم لشبابهم أمام مجلس الشعب في مواجهة الثوار ،و……و……..أحداث كثيرة ومواقف عديدة ،لكنها جميعا تلتقي عند نقطة واحدة :المجلس العسكري والأخوان يد واحدة لمواجهة الثوار.
وعندما اقتربت لحظة الحسم ووصل الحليفان الى مفترق الطرق بوصول مرشح كل منهما الى جولة الاعادة في سباق الرئاسة ظهرت أنياب العسكر مرة أخرى ،فانقلب على حليفه وبدأ الصراع واضحا وكان الميدان ساحة القضاء ،وكانت الغلبة للأقوى فانتصر العسكر.
جرد الأخوان من كل الصلاحيات التي منحت له من المجلس :السلطة التشريعية ،وأعلن المجلس العسكري استردادها وقيامه بتشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور.
أعلن “القضاء” استمرار أحمد شفيق في سباق الرئاسة ليصبح هذا الاعلان –في اطار قراءة ماسبق-بمثابة اعلان فوزه بمقعد الرئاسة.
هكذا أخرج المجلس العسكري الجميع من المعادلة وبقي بمفرده يحمي انقلابه الناعم بقوة القوانين الاستثنائية .
فهل يترك الأخوان ماغنموه من الثورة ويعودوا أماكنهم لترتيب أوراقهم مرة أخرى؟
هل يعودوا للثورة بعدما خسروا كل ماغنموه منها ؟حتى جماعتهم ربما تواجه حكما قضائيا بحلها
وهل يتنازل الثوار عن ثورتهم ويقنعوا بما يمكن أن يقدمه نظام “مبارك 2″من اصلاحات ؟
الرأي العربي -15 يونيو 2012

المواجهه بين الرئيس والعسكر: أرادها “ثورية” فجاءت “اخوانية”



أدى القسم أمام المحكمة الدستورية كما أرادوا
وأدوا له التحية كما أرادوا كذلك
كانت تحيتهم اعترافا بحقه في السلطة
وكان قسمه اعترافا بحقهم في التشريع
لكن قسمه أمام الدستورية سبقه يمين أمام المعتصمين بميدان التحرير ،وتبعه يمين أمام أعضاء مجلس الشعب المنحل بجامعة القاهرة
ربما أراد أن يوصل رسالة للمجلس العسكري مفادها انهم ليسوا وحدهم شركاؤه في السلطة
قالها صريحة في التحرير:  إنني أتيت لكم اليوم، لأؤكد أن الشعب مصدر كل السلطات، وأعلي من أي سلطة أو مؤسسة بهذا البلد.. وهو من يعزل ويعين
وتحدث صراحة في جامعة القاهرة عن “عودة المجالس المنتخبة”
وجاء القرار الصادم بالغاء حل مجلس الشعب ،واعادة الحياة  للمجلس مرة أخرى ،ربما راهن د.مرسي على رفض الثوار لحكم العسكر ،ورغبتهم في انتزاع السلطة نهائيا من المجلس العسكري،ربما أراد أن يتخذ قرارا “ثوريا” يؤكد ماكان يروج له في دعايته بأنه “مرشح الثورة”.
لكن المؤكد انه اختار القرار الخاطئ ،الذي لايعبر عن الثورة بقدر مايعبر عن الفوضى والاستهانة بالقانون.
بالاضافة الى مايحمله القرار من مصلحة واضحة للاخوان باعادة سلطة التشريع اليهم ،ومايعنيه هذا من تركيز السلطات في أيديهم بعد أن التقط الكثيرين أنفاسهم  بحل المجلس ،نظرا لممارسات أعضائه من حزب الحرية والعدالة التي تشابهت بل وتفوقت على استبداد أعضاء الحزب الوطني المنحل.
بمعنى أن القرار لم يكن “ثوريا “،لكنه جاء “اخوانيا” ليؤكد عدم استقلال الرئيس “المنتخب”عن فكر جماعة الاخوان المسلمين ،وأسلوبها في السياسة وتغليب مصلحة الجماعة .
كان رد فعل المجلس العسكري هادئا -كالعادة-فالمجلس دائما يفوض غيره لادارة الصراع ،فوض “الطرف الثالث” ثم الاخوان لادارة الصراع مع الثورة،ثم ترك قضاة المحكمة الدستورية يواجهون قرار “الرئيس”.
اجتمع مجلس الشعب  15 دقيقة أعلن بعدها توقف الجلسات
حكمت المحكمة الدستورية بوقف قرار الرئيس باعادة المجلس
أعلن الرئيس  احترامه للحكم الذي قضى بوقف تنفيذ قراره
وانتهت الأزمة مخلفة شرخا في علاقة الرئيس بالسلطة القضائية وبالقوى المدنية التي اهتزت ثقتها بالرئيس المنتخب واحترامه للقانون لصالح ثقتها بالمجلس العسكري وقدرته على ضبط النفس واحترام ركائز الدولة ومبدأ الفصل بين السلطات .
وفي أول مواجهه صريحة بين قطبي السلطة في مصر خرج العسكر بمظهر الأكثر قوة والأكثراحتراما لمدنية الدولة.
نشر في موقع الرأي العربي بتاريخ 13 يوليو 2012

قرارات الرئيس ثورة على العسكر أم خروج آمن لهم؟


“يسقط يسقط حكم العسكر”
“لاطنطاوي ولاعنان الشعب راجع الميدان”
هتافات وشعارات رفعتها الثورة المصرية بعد أن رأى الثوار أن المجلس العسكري لم يقم بحماية الثورة لكنه يقدم الثوار للمحاكمات العسكرية في حين يتستر على الفاسدين من النظام السابق،و طالب الثوار بمحاكمة أعضاء المجلس ومحاسبتهم عن كل ماحدث أثناء الفترة الانتقالية ،واعتبروهم مسئولين عن دماء الشهداء منذ خلع مبارك حتى الآن.
فجاء الرئيس المنتخب محمد مرسي ليحقق للثوار نصف ماأرادوا
أقال وزير الدفاع المشير طنطاوي ورئيس الأركان سامي عنان
كما ألغى الاعلان الدستوري المكمل
لكن هل هذا يعني انهاء حكم العسكر أم هو خروج آمن للمجلس العسكري لتكتمل بنود الاتفاقية بين المجلس والاخوان؟
فاذا كانت القرارات انقلابا على المشير ورجاله-كما يحاول البعض تصويرها-فلماذا يتم تعيينهم مستشارين بل وتكريمهم؟
ان ماحدث من الرئيس مرسي تجاه المشير طنطاوي يفوق مافعله المشير مع أستاذه مبارك،فاذا كنا اتهمنا المشير والمجلس العسكري بحماية مبارك واخفاء الأدلة التي تثبت فساد حكمه ومسئوليته عن قتل الثوار فما الذي يمكن قوله عن عدم تقديم أعضاء المجلس للمحاكمة أو حتى مساءلتهم عماحدث من جرائم في حق الشعب المصري أثناء الفترة الانتقالية؟
المجلس العسكري ضمن خروج آمن لمبارك مع محاكمة صورية انتهت بحكم غير قابل للتنفيذ ،لكن الرئيس محمد مرسي ضمن للمجلس العسكري خروج آمن مقترن بالتكريم.
واذا كانت الأحداث في مصر تتميز بعدم منطقيتها ،الا أن توقيت تلك الأحداث يجعلها أكثر بعدا عن المنطق  فلماذا تم اختيار المشير وزيرا للدفاع في الوزارة الجديدة ليتم استبعاده بعدها بأيام قليلة؟
هل هي تفجيرات طابا أم ترتيبات جنازة شهدائها؟
أم ربما رغبة الرئيس في أن يتم اخراج المشير بصورة تبدو ثورية خاصة اذا اقترنت بقرارات أخرى كالغاء الاعلان الدستوري المكمل.
ورغم تلك التساؤلات التي تتعلق بتفاصيل المشهد الا أن الصورة الرئيسية التي أراها واضحة هي أن القرارات الأخيرة وضعت النهاية السعيدة لطرفي الاتفاق :خروج آمن مصحوب بتكريم لأعضاء المجلس العسكري ،وزيادة صلاحيات رئيس الجمهورية وانهاء ازدواجية السلطة.
لكن هل يكتفي الرئيس بما انتزعه من صلاحيات حتى الآن أم يستمر في جمع المزيد منها ليأتي الدستور الجديد –كسابقه-مؤيدا لسلطة رئاسية مطلقة؟
نشرت في موقع الرأي العربي بتاريخ 14أغسطس 2012

الأربعاء، 13 يونيو 2012

قراءة في أحداث جمعة الزحف



هناك صورة شهيرة توضح دور الاعلام في تزييف الحقيقة،الصورة لجندي أسير عن يمينه شخص يسقيه ماء ،وعن يساره آخر يضع البندقية في رأسه.
اذا عرضت الصورة من ناحية اليمين فقط ظهر لك الأسير وهو يسقى بالماء فتظن أنه يلاقي معاملة حسنة.
واذا التقطت الصورة من اليسار ظهرت البندقية مصوبة لرأس الأسير فتعتقد أنه يعاني سوء المعاملة.
تذكرت هذه الصورة وأنا أطالع صحيفة الأهرام الصادرة صباح السبت عندما كانت الصورة الرئيسية على صفحتها الأولى لأحد الثوار ممسكا بقنبلة مسيلة للدموع يستعد لالقائها جهة الجنود !!!!!
ركزت الصورة على جانب واحد فقط من المشهد وبترت الحقيقة لتلونها كما يريد القائمون على المؤسسة الصحفية.
لكن بمجرد وضع الصورة في مكانها الطبيعي من الحدث سندرك أن هذه القنبلة ألقيت على الثوار من جانب الجنود ،فالتقطها أحدهم ليردها الى من ألقى بها حتى يبعد أذاها عن الثوار.
هذا عن الصورة ،أما الفيديوهات التي نشرتها الشئون المعنوية للقوات المسلحة فكان التضليل فيها أشد ،حيث تضمنت صورا لأسلحة سبق عرضها والاعلان عن القبض عن حامليها قبل يوم الجمعة ،وأعيد عرضها داخل الفيديو على انها ضبطت مع المقبوض عليهم في أحداث العباسية!!!!
ماسبق مجرد أمثلة على امكانية التضليل ،وتزييف الحقائق ،ولازالت "الصورة التعبيرية"للمخلوع وهو يتقدم الرئيس أوباما ماثلة في الأذهان .
لكن ماذا حدث يوم الجمعة في موقعة العباسية؟وكيف لنا أن نعرف ماحدث وسط كل تلك الأكاذيب؟
دعونا نحاول قراءة المشهد بعقولنا :
مجموعة من الناس (سلفيين-ثوار-حازمين)لايهم الوصف المهم أنهم أفراد من الشعب المصري ،أحسوا بظلم واقع عليهم ،فأرادوا رفع هذا الظلم ،توجهوا لميدان التحرير-كالعادة-فلم يلتفت اليهم أحد،قرروا التصعيد والسير نحو وزارة الدفاع.
تحركت الجموع من التحرير ليلة السبت قبل الماضي –سيرا على الأقدام-حتى وصلت للمنطقة القريبة من وزارة الدفاع وقرروا الاعتصام.
لم يتعرض لهم الجيش واكتفى بتأمين الوزارة،لكن المعتصمين تعرضوا لهجوم من "البلطجية"سقط على أثره قتلى وجرحى من جانب المعتصمين ،وأهالي منطقة العباسية الذين تعرضوا كذلك لهجوم البلطجية ووصلت المأساة الى ذروتها يوم الأربعاء ووصل عدد الضحايا الى 13 شهيد ومئات الجرحى،ووصل الأمر الى مهاجمة البلطجية لمستشفى دار الشفاء والاعتداء على المرضى!!!
 سؤال:من أين أتى هؤلاء؟وماهي دوافعهم لمهاجمة المعتصمين؟ولماذا يظهر أمثالهم في كل اعتصام ؟
من يدعمهم؟من يحركهم؟من يؤمنهم؟!!!
كالعادة تعامل المعتصمون مع هؤلاء وأمنوا اعتصامهم باللجان الشعبية
وكان رد المعتصمين على ماحدث لهم بالدعوة لما أسموه "مليونية الزحف"أو "جمعة النهاية"لانهاء حكم العسكر وسرعة تسليم السلطة للمدنيين والمحاكمة الفورية والعاجلة لقتلة الثوار والمفسدين وضمان عدم تزوير انتخابات الرئاسة بتعديل المادة 28 من الاعلان الدستورى وحل اللجنة العليا للانتخابات
أعلنت بعض الحركات الثورية تضامنها ،ورفضت أخرى،وأعلنت غالبية الأحزاب عدم مشاركتها ،بينما آثر الاخوان الحل الوسط:النزول الى التحرير
وبدأ الزحف .....وبدأت النهاية يوم الجمعة

شهادة ترويها  ثائرة:
طلعت المسيره من مسجد الفتح و كان الهتاف كله يسقط يسقط حكم العسكر
مكنش فى هتافات فئويه
مكنش فى هتافات دينيه
المهم وصلنا بالسلامه ميدان العباسيه و كان عددنا فوق المتوقع
شوفت الناس اللى بحبهم كلهم
هما هما المتوقع وجودهم الناس المحترمه المهم سمعنا صوت خبط على الصاج اللى محوط المكان اللى كانو بيحفرو تحته للمترو جرينا نشوف فى أيه
لقينا أبتدى الأشتباك طوب بيتحدف من الناحيتين معرفش مين الى بداء 
لكن مهما كان مين اللى بداء 
هما دول الجنود اللى بيحمو الحدود
هما دول الجنود اللى مأمورين بأقصى درجات ضبط النفس
لو هما فعلآ كانو مأمورين بأقصى درجات ضبط النفس و كان أحدى الشباب هو اللى بداء الآشتباك كان المفروض يقولو هش يا حبيبى من هنا و  يفضو الأشتباك و خلصنا و على فكره بالمناسبه يعنى ده حصل فأكتر من يوم قبل كده دخل أكتر من مره شاب متحمس و مخنوق منهم و يحاول يحدف طوبه يجى الظابط يكلم الشباب و عيب كده ميصحش و يفض الأشتباك
لكن ده كان عمل مدبر و هما كانو خلاص خدو الأوامر من قبلها بيوم من الخطاب التهديدى بتاع المجلس العسكرى
كانو عايزين يصفونا و يقضو على البقيه المتبقيه من شويه الشباب الثورين الذين ليس لديهم إى ميول أو أتجاهات 
الشباب المتحمس اللى دمه حامى و دمه حر
اللى مش بيرضى بالمهانه و الذل لإى مصرى مهما كان دينه أو وصفه
المهم فضلت الأشتباكات بيحدفو كسر رخام و سراميك و جرنيت و زخف حاجات كده شبه القلل أو قصارى الزرع أنا أتصدمت لما شوفتها و أستغربت بيحدفوها أزاى بتقلها كده
و أحنا كونا بنحدف طوب لأن مش عندنا غيره و طوبنا بتاع الرصيف مش مؤثر أوى كده لأنه جبس 
بدءوا يرشوا مياه قسماً بالله كنت مبسوطه جداً برش المياه
قولت أخيرا اتعلمو أزاى يفضو الأعتصام بطريقه سلميه و بدون عنف و قوه و حتى لو طوب قصاد طوب مش مشكله يمكن مش عندهم غير السراميك و الرخام و الجرنيت
و أتعلموا ميضربوش خرطوش و غاز و نار
و فضلت أكسر طوب و أدى لآخواتى
كانو أعمار مختلفه منهم اللى أصغر و منهم اللى اكبر  بكتيييييير أد أبويا الله يرحمه و أد جدى كمان
و فضلنا كده فتره و كان بيقع مننا مصابين كتير جدا لإن الرخام و السراميك ده لما بيتحدف حاد جدا بيشق راس الولد من دول بطريقه فظيعه و بيشوه الوش جامد اوى
كانو خايفين علينا جدا (البنات) و كانو بيطلبونا نرجع ورا لكننا بنرفض ده غير أن كان فى جزء بينقل المصابين المستشفى الميدانى 
الشباب خلعوا الصاج و ابتدوا  يتحاموا فيه و الضرب نازل علينا  و ابتدوا ضرب الغاز
بس الغاز المره دى مش طبيعى فى حاجه غريبه فظيع جدا اللى كان بيشمو كان بيغمى عليه و بيتعمى لفتره
فجاءه لقيت السلك الشائك اللى كان فاصل ما بينا و بينهم اتشال و لقيت العساكر داخلين و بيضربوا خرطوش بطريقه فظيعه جدا و كتير اوى
جرينا شويه قولت جايز بيجرو ورانا و هيقفوا عند النفق و خلاص على كده و  بكده يبقى فضو الاعتصام و خلص اليوم 
و لقيت العساكر اتبعترو و بقى كل واحد فى ناحيه بيحدف طوب علينا و اللى بيتكعبل او يقع بينزلو عليه ضرب بالعصيان
المهم فضلو يجرو ورنا لحد ميدان العباسيه
اترمت قدامنا قنبله و حسيت انى اتعميت و فعلا مكنتش شايفه حاجه خالص
لقيت خالى بيشدنى عشان نجرى تانى بقوله مش شايفه مش قادره اخد نفسى حاسه انى هموت 
فضل يشدنى  هو و يوجهنى و هو ماسك ايدى و يقولى شمال او يمين و انا بمشى على مسكته لايدى و صوته و فضلت اجرى اجرى واحد لقنى بموت فضل يقولى اتشهدى اتشهدت ولا 100 مره لانى فعلا كنت حاسه انى بموت
وصلنا ميدان العباسيه كده خلاص فضوا الاعتصام قعدنا على الرصيف 
خدت نفسى ابتديت احس انى قادره اشوف و اخد نفسى 
 نروح فين مش عارفه
هندخل يمين ناحيه محطه مترو العباسيه فى بلطجيه، هنمشى على طول كان فى دبابات 
حسيت اننا اتحاصرنا 
حسيت انهم بيصفونا هما عملو كده زى ما قولت عشان يخلصو على الباقيه المتبقيه من الثورة و الثوار،الشباب اللي معانا تطوعوا وقالوا للعساكر:الشباب عايزين يمشوا ،سيبوهم يعدوا
وكان رد العساكر انهم هنا علشان يأمنونا!!!!!
جرينا لحد ما وصلنا تقاطع صلاح سالم مع امتداد شارع رمسيس   
 قعدنا ناخد نفسنا شويه و سألنا هنعمل ايه
رد بعض الناس مفيش خلاص الاعتصام اتفض ولا حاجه
احباط و يأس من الجميع ده غير صراخ و عياط بعضهم اللى ليه صديق مصاب او اعتقل او اختفى و اختفى دى غالبا بيكون مات

---------------------------------
قد نصدق ماقالته أو لا نصدقه ،لكن تبقى النتائج خير شاهد على ماحدث :
11 قتيل وعشرات المصابين في صفوف الثوار
سقوط شهيد من المجندين لكن لم يتم عرضه على الطب الشرعي!!!
اعتقالات لمئات الناشطين السياسيين
هذا هو الحصاد ،فاذا طبقنا قاعدة:اذا أردت معرفة الفاعل فابحث عن المستفيد، بدت لنا الصورة أكثر وضوحا في تحديد الطرف الثالث.

كتب هذا المقال عقب أحداث العباسية

من وحي الثورة



قصة مشتركة كتبناها سويا أنا وزميلي العزيز يوسف هريمة من المغرب
------------------------------------------------
تحت لهيب الشمس الحارقة لا زالوا يحملون فؤوسهم، والعرق يتصبب كالشلال. لا تفارق البسمة محياهم، وحين تأفل الشمس في جوف السماء يتناثرون كما تتناثر أوراق الخريف.
ليس لهم نصيب من الدنيا إلا التعب، فالحاج علي وهو أكبرهم سنا وأرجحهم عقلا ضاق ذرعا بحياة المزرعة. فلا صوت هنا يعلو على صوت من يلقبونه ب" الفرعون "، رجل في السبعينيات من عمره، مربوع القامة، أسمر البشرة. قضى عمرا طويلا ليكوِّن ثروته بعد أن كان مجهول الاسم،عاش يتيما وجرح الأبوين نزيف لم يندمل بعد.
يقضي يومياته متجولا بين الفلاحة ومن رمتهم قلة ذات اليد ليمارس سلطته عليهم، يرمي السوط ويعلي الصوت:" ياالله يا تعبانين ما فيش عمل يعني ما فيش فلوس ".
تتلاقى العيون لتبكي قدرها، ولا من يجرؤ على تكسير حاجز الخوف، ويستمر المشهد المرعب، وتتناسل الأسئلة وينعدم الجواب: متى نحطم الصنم؟.
كان الحاج علي شاهدا على المأساة، فقد خبر المزرعة وذاق طعم الذل من زمن بعيد، رجل في الخمسينيات من عمره، لم يأخذ منه ظلم المزرعة بريق عينيه، فظل محافظا على رشاقته وهمته. علاقته ببقية العاملين والفلاحة علاقة ممتدة في ارتباطاتها، فقد سبق له أن رئس الخدم وأسلم المسؤولية لصاحبها بعد أن ضاق ذرعا بظلمه. الكل يلقبه بالحكيم، ويمدون إليه الأعين أملا، فلا صوت هنا يعلو على من يلقبونه ب" الفرعون ".
وبينما تترقب القلوب وتهفو إلى مخلصها، قرر الحاج علي أن يقوم بثورة يكون شعارها الحرية، فلا مكان للاستعباد في هذا الزمن العقيم، وبدأ يحشد كل المتظلمين وأصحاب الحاجة، وكل من يجعل من رأس هذا النظام السائد في المزرعة هدفا أسمى.
بدأ الهمس،ثم همهمة مسموعة ،خفتت عندما تعالى صوت الحاج علي: إلى متى نصبر على الذل؟
إلى متى نستعبد؟
بدأت الأعين تزوغ، والرقاب تلتف ربما خوفا وترقبا وربما بحثا عمن يجيب
وأتت الاجابة من كهل يقف بعيدا: ماذا تريدنا أن نفعل؟ نعم ولدنا أحرارا ،لكن يجب أن نصبح عبيدا لنعيش.
وهنا صاح أحد الشباب:لا حياة بلا كرامة
وتعالى صوت: تقول ذلك لأنه ليس لديك مسؤوليات، كيف سيأكل أبناؤنا إذا تركنا العمل؟
أجاب الشاب: ليس بالخبز وحده يحيا الانسان
لا طعم للخبز بدون حرية
الحرية يا إخواني،الحرية أغلى من الحياة.
تسمرت أعين الناس والحاج علي يعزف على الوتر الحساس، ليقتنع الجمع بعدها بضرورة التحرك، فما عانوه لسنين طويلة يستحق منهم الثورة على صمتهم، ولو أن أحدهم تساءل بصوت خافت: " من سيخلف الفرعون يا اخوانَّا ؟ ".
لم يكترث الجمع بهذا السؤال، ومنهم من أسرَّ الجواب في نفسه واكتفى بنظرات خجولة ارتسمت عليها علامات استفهام مؤجلة.
انطلق الجمع الى قصر الفرعون، ذلك القصر الذي لم يجرؤ أحدهم يوما على النظر اليه ،انطلقوا بأياديهم المتشابكة، وكل منهم يؤمن أنه قادر -مع رفاقه-على تحطيم تلك الجدران الفولاذية وطرد الفرعون وإنزاله من عرشه.
اتفقوا على شعار يرافق مسيرتهم: " الغلابة يريدون إسقاط الفرعون "، وفي مشهد رهيب اتحدت حناجرهم، وتزلزلت الأرض تحت أقدامهم. كل من صادفهم الجمع في الطريق إما ملتحق أو مصفق داعم، أو حاقد نما بين أحضان الظلم، أو متربص بين الصفوف عله يجد مخرجا يوقف زحف الثورة.
في حركة تلقائية تشابكت أياديهم التحمت أجسادهم، صاروا كتلة من اللهب اندفعت نحو القصر .....
زلزال !!!!فيضان!!!!بل هو بركان...
هكذا رأى من كانوا بالقصر
ماذا يحدث ؟ من أين أتى هؤلاء؟ كيف تجرؤوا؟
الأصوات تتعالى منذرة باقتراب الجمع.....
تجحظ عيون الفرعون وأتباعه، يحاول رئيس الحرس إيجاد مخرج لما يحدث فيصيح: مأجورون ، مخربون، لابد من القضاء عليهم
أطلقوا الرصاص
انطلق الغفر الى الشرفات ، صوبوا أسلحتهم تجاه الجمع، لكن الهتاف كان أقوى من طلقات الرصاص...
اهتزت الأيادي التي تحمل السلاح ولم تقو على مواجهة الأيادي المتشابكة.
انطلق الرصاص في الفضاء، لكن بعضه عرف الطريق الى أفئدة كرهت الخضوع.
مع سقوط كل شهيد كانت الهتافات تعلو، العزم يزيد الشعب يريد
الشعب يريد اسقاط الفرعون
الرصاص لم يعد يجدي
سقوط القتلى لا ينقص العدد، فالشهداء لا يموتون
نظر رئيس الحرس الى الأيادي المتشابكة وصاح:
لابد أن تتفرق أياديهم، لا تقتلوهم فالقتل يقويهم، فرقوهم تقضوا عليهم
تعالت الأصوات مكسرة قبضة الخوف، وتماسكت الأيادي فارتجفت الأرض تحت أقدام الفرعون، حاول الاستماتة وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.
حتى من كان بالأمس يده اليمنى، وبيدقا من بيادقه التحق بالجمع، فزحف الغضب لن يوقفه أحد...
نفض الجميع يدهم من صلابة الفرعون، ومن استفاد من وضع المزرعة في الماضي عاد خطيبا في الحقوق والأخلاق.
سقط الفرعون من عليائه مستسلما لإرادة التغيير، ولحق الذل والعار بمن شكك في القدرة عليه، وعادت الأصوات مكبرة بحلول فجر جديد.
شعر الحاج علي ومن معه بثقل المسؤولية، فالمزرعة الآن دون قائد وسقوط الفرعون لا يعني نهاية التاريخ، فمن كانوا أذياله بالأمس لا زالوا يحتلون كل دهاليز المزرعة، والمكان فارغ يحتاج من يملأه.
تنفس الجمع الصعداء فرحا ومرحا بسقوط ممثل الذل والهوان، وأخذ السامري يدق مساميره في إسفين الثورة، فالحركة متوقفة، والناس تعودت على الانقياد تعود الخراف على راعيها.
تعالت الأصوات والكل يحاول أن يستثمر في المولود الجديد.
انبرى الحاج علي وهو أحد الممثلين لثورة الجياع يقول: مضى زمن الفرعون، والمكان فارغ، وها أنذا أرشح نفسي للقيادة، فانظروا في أمري أصنع لكم من هذه المزرعة جنة خضراء.
لم يخف الناس غضبهم وبدأت النظرات تسابق الزمان في من يمكن أن يخلف الفرعون ويغير الوضع القائم، فالفراغ قاتل ولقمة العيش سيف لا يقهر.
لم يقبل الناس فكرة الحاج علي ولو أنه من مهَّد لطريق التغيير.
لماذا لا أكون أنا؟
سؤال تردد داخل كل فرد
كيف أخضع لفرعون جديد؟
من يدريني أنه لن يفعل مثل من سبقه؟
لا لن أثق إلا بنفسي
هكذا تحدث لسان حال الثوار، وهذا ماقرأه أعوان الفرعون القديم في أعينهم
فجاءت الفكرة:
كل عائلة منكم تختار من يمثلها، ثم يجتمع هؤلاء النواب ليختاروا القائد من بينهم......
بدأت الأصوات تعلو، لكن الهتاف لم يكن واحدا، لم يكن ضد الفرعون
تشابكت الأيدي، لكن لتتصارع...
كان على الناس أن تدرك خطر الفراغ وخطر التنازع، فانبرى شاب من بين الجمع مذكرا:" لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم "، وبدت نظرات البعض تخترق جدار الصمت.
أدرك الحاج علي أن الثورة تحتاج لثورة أخرى، فحين لا تربو معارف الناس ومداركهم نحو السلطة يكون اقتسام المغانم هدفا أعلى.
حلق بعيونه على مدى اتساع ذلك القصر.
خانته بعض الدمعات فابتسم ابتسامة سخرية، وقال:" من فرعنك يا فرعون؟ قال: لم أجد من يوقفني على فرعنتي ".
حمل على كتفه لوحة كان مكتوبا عليها:" الشعب يريد تغيير الفرعون"، ووعد نفسه بأن يستبدلها بعبارة جديدة:" الشعب يريد تغيير نفسه ".