الثلاثاء، 24 أبريل 2012

ولازال البحث مستمرا....



نعم انه هو....
لا يمكن أن تخطئه عيناها
حتى بعد أكثر من عشر سنوات مضت على آخرلقاء بينهما
فمنذ تخرجا من كليةالحقوق لم تره ،عجيب أمر هذه الدنيا ،لم تكن تتصور أن يحدث ذلك مع أصدقاء الدراسة ،خاصة هؤلاء الذين كانت تجمعها بهم علاقة خاصة جدا
لم تكن الدراسة وحدها ما يجمعها به
جمعتهما الأفكار والمبادئ والأحلام
كم من ندوات حضراها معا،مناقشات دارت بينهما أو كانا طرفا واحدا فيها أمام الغير، كم من مظاهرات سارا فيها سويا ،مقالات ،منشورات ،والهدف دائما هو :الحرية
كانت ترى ـوكذلك هوـ أن الحرية لا تتجزأ :الحرية السياسية والحرية الاقتصادية،الحرية الاجتماعية ،حرية المرأة وحرية الرجل،كلها أفرع من نهر كبير هو حرية الانسان.
لكن بمجرد انتهاء سنوات الدراسة مضى كل منهما في طريقه ،لكن يبدو أنه لازال يسير في نفس الطريق،وهل أدل على ذلك من لقائهما في هذا المكان؟
أمام النقابة لحضور ندوة تناقش القضية التي جمعتهما دائما: (الحرية)
نادته ،نظر اليها في دهشة ، لكنه تذكرها على الفور....
-ياااااااااااااه بعد كل هذه السنوات! لم أتصور أن نلتقي ثانية .....لماذا أنتِ هنا؟
أشارت الى أعلى حيث كلمة "حرية" في اعلان الندوة : 
-أنا أركض دائما وراء هذه الكلمة
نعم لازالت ـ رغم مرور كل هذه السنوات ـ تركض وراء أحلامها،انتقلت من عمل لآخر ،رفضت كل من تقدموا لخطبتها،لم تجد سيدا أفضل من حريتها تخضع له
وأنت ؟
-أنا أعمل في شركة كبرى منذ تخرجي ،على وشك الزواج من فتاة ممتازة،والدتي تعرف عائلتها جيدا ،تصوري رغم أننا جيران الا اني لم أرها من قبل ،أمي تقول انها لم تخرج من المنزل بمفردها أبدا منذ أنهت دراستها
التقيت بها في منزلها عدة مرات (مع العائلة طبعا)فتاة خجولة ومطيعة، باختصار زوجة مثالية
أرى أن موعد الندوة قد حان ، لم نكمل كلامنا بعد ، ما رأيك أن نلتقي غدا ؟
ابتسمت ...لكنها لم ترد
ركضت مبتعدة .....هتف بها :الى أين تذهبين؟
أجابت دون أن تلتفت:
سأبحث عنها في مكان آخر ،فلا يمكن أن توجد الحريةحيث يوجد مثلك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق