الثلاثاء، 24 أبريل 2012

ماذا يحدث في مصر الآن؟


ماذا يحدث في مصر الآن؟

ما يحدث في مصر الآن لن نعرفه عن طريق متابعة أخبارها،لكن سنحاول معرفته عن طريق قراءة الأحداث منذ تنحي مبارك حتى الآن.
هل مايحدث الآن في مصر ثورة(ثانية)؟
هل هناك (ثوار)جدد؟
هل انطلق المصريون من قيدهم فأصبح من الصعب كبح جماح غضبهم أو ارضائهم؟
النفي هو الاجابة المشتركة لكل الأسئلة السابقة
فما يحدث في مصر الآن ليس ثورة ثانية ،بل هو امتداد لثورة يناير التي لم تكتمل بعد،والثوار المعتصمون الآن في “ميادين التحرير”بكل محافظات مصر ،هم نفس ثوار 25 يناير،أما سبب انطلاق الثورة مرة أخرى ،فهو –ببساطة-نفس السبب الأول لانطلاقها:الشعب يريد اسقاط النظام
لقد ترك الثوار أماكنهم وعادوا الى أعمالهم تاركين الميادين بعد تنحي الرئيس السابق ظنا منهم أن رأس النظام سقط وسيسقط نظامه معه،تاركين تكملة المهمة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أعلن تأييده لمطالب الشعب واصفا اياها بالمطالب المشروعة.
وبالفعل بدأت أركان النظام تتخلخل ،وبدأ الاعلان عن محاكمة ومحاسبة رؤوس النظام السابق.
ثم……
بدأت الثورة ترجع الى الخلف
هذا ماقاله الثوار عندما رأوا عودة فكر النظام وأسلوبه ،بل ورجاله الذين عادوا وزراء ومحافظين
عاد الأمن ولكن لينتقم من الثوار،كما جاء على لسان بعض الجنود أنفسهم وهم يتوعدون الثوار “بتأديبهم”والنيل منهم
بدأت المحاكمات السريعة،والأحكام الرادعة ،ولكن لشباب الثورة الذين حاكمهم القضاء العسكري ،وأصدر ضدهم أحكاما مشددة بالسجن ،بينما يحاكم المفسدون أمام القضاء المدني وتبرأ ساحتهم (لعدم كفاية الأدلة)
الرئيس المخلوع يحاط بالعناية وتقدم له أرقى الخدمات الطبية ،بينما يموت المصابين من الثوار لعدم تقديم الرعاية الكافية لهم.
وتستمر الثورة في تقهقرها ،ويستمر الفساد في زحفه ليستعيد مكانه ،القيادات الفاسدة التي استبعدت من مواقعها تعود اليها،الأموال المنهوبة لا أثر لها ولا أمل في اعادتها ،وبدأت الحكومة تحدثنا عن اجراءات تقشف وتخفيض مرتبات ومعاشات فبدأ المصريون يشعرون كأن الدولة تدار من شرم الشيخ .
وكان القرار باستكمال الثورة،خرجت الجموع مرة أخرى بعزيمة أكبر وتصميم على ألا يعودوا الا بعد أن يشاهدوا سقوط النظام بأعينهم ،لن يتركوا أماكنهم بناء على وعود ،بل خطة واضحة تبين لهم كيف ومتى تتحقق مطالبهم
فالشعب يريد اسقاط النظام
يريد حرية ،عدالة
يريد القضاء على الفساد
فهل يستجاب له ،أم تستمر الثورة حتى لو اضطرت للتخلي عن سمتها الأساسية: سلمية…..سلمية…؟
الرأي العربي 11 يوليو 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق