الثلاثاء، 24 أبريل 2012

من النيل للفرات


من النيل للفرات

هذا النهرليس فقط مصدرا للماء بل هو مصدر لثقافة أبنائه ،يعطيهم هوية خاصة يعتزون بها ويحافظون عليها


عندما تهبط بك الطائرة في دمشق لا تشعر أنك اجتزت الحدود الى دولة أخرى بل تشعر أنك ركبت آلة الزمن لتعود الى القاهرة عندما كانت أكثر هدوءا وأقل ازدحاما.
أفاذا بدأت بالحديث ،سيدرك من حولك فورا أنك مصري وعندها ستشعر حتما بالفخر لما تراه من منزلة مصر والمصريين في نفوس اخواننا في سوريا.
الجميع في شوق لزيارة مصر سواء من زارها قبلا ،أو من لم يزرها الا عبر شاشة التليفزيون
ولا تكاد توجد عائلة لم يذهب منها فرد أو أكثر الى مصر خاصة من عاصروا سنوات الوحدة،هذه السنوات التي لازالت محفورة في ذاكرة الجميع ،والتي لازالت آثارها باقية في وجدان الشعب السوري.
وفي الطريق من دمشق الى دير الزور (حيث كانت اقامتي) كان  جمال الطبيعة يعانق سحر التاريخ في مشاهد رائعة تعجز الكلمات عن وصفها.
وفي دير الزور تتجلى الطبيعة في أبهى صورة على ضفاف الفرات ،ذلك النهر الذي التف حوله أهل المدينة فسار رافدا من أهم روافد حياتهم ،فهم "أبناء الفرات"يستمدون منه أشعارهم وموسيقاهم ،ولوحاتهم الفنية،هذا فضلا عن الأساطير التي نسجها الآباء حول هذا النهر ولا زال يتناقلها الأبناء الى اليوم ،وتمثل نبعا هاما يثري آداب "أبناء الفرات"
هذا النهرليس فقط مصدرا للماء بل هو مصدر لثقافة أبنائه ،يعطيهم هوية خاصة يعتزون بها ويحافظون عليها،هذه الخصوصية تميزهم لكنها لا تعزلهم عن أبناء وطنهم ،بل ان المواطن السوري يؤمن بعروبته أولا ثم انتمائه لبلده ثانيا .
تحية وشكر لأبناء الفرات وأبناء سورية.
15 سبتمبر 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق