الأربعاء، 25 أبريل 2012

علاقة محرمة


علاقة محرمة

أحبته أو هكذا خيل إليها. أحبها هكذا توهمت. تزوجا، ثم بعد أشهر قليلة اكتشفت أنهما لم يتعارفا بعد، لم يعرفها، ولم يحب فيها ما أحبته هي في نفسها. لم ير فيها إنسانا بل مجرد جسدا لإنسان. تم الطلاق بهدوء، من جانبها فقط، وبعاصفة من جانب الأهل. الكلمات المعتادة: هذه المرة الأولى التي يحدث مثل هذا في العائلة ، ستندمين .أغلقت أذنيها عن كل الكلمات وغرقت في عملها الجديد. تتمتع بشخصية جذابة وروح مرحة ودودة قربتها من زملاء العمل. بعد فترة اكتشفت أن صفاتها الشخصية لم تكن العامل الوحيد لتلك العلاقات الودودة. كانت السيرة الذاتية لها هي السبب الرئيسي: شابة جميلة مطلقة. صفات مثالية تغري أي رجل بالاقتراب، في مجتمع لا يرى شرف المرأة قيمة ذاتية خاصة بها، هو ملك للأب أولا، يسلمه للزوج بعد ذلك، فان انتهى دور الزوج انتهى معه دور الحارس. نظرات،تلميحات،عروض مبطنة وأخرى سافرة، طرق مختلفة للوصول إلى نفس الهدف. نظراته لم تكن كغيرها ذلك الزميل الذي انضم إليهم مؤخرا، لم تمض سوى أيام قليلة على تعارفهما، شعرت أنها تعرفه منذ ميلادها، وربما قبل ذلك. كانت تشعر من قبل أنها غريبة في هذه الحياة. الآن وجدت الرفيق ، بل التوأم لما تحمله من مبادئ وأفكار. دارت بينهما مناقشات كثيرة في أمور شتى. للمرة الأولى تجد من ينصت إليها، موجها نظراته إلى رأسها. دون النظر إلى أسفل العنق. لأول مرة تجد من يراها كانسا،ن يستمع إلى كلماتها دون النظر إلى شفتيها، لا يرى فضلا لجسدها سوى أنه يحمل ذلك الرأس وما به من أفكار. توثقت الروابط بينهما، تعاون في العمل ،تبادل أفكار، وقراءات، حضور معارض وندوات. لم تشعر يوما بمثل هذه السعادة. لم تكن تحلم قط بأكثر من هذا، كانت العلاقة التي جمعتها به هي أقصى ما تتمنى. بدأت همسات الزملاء تعلو،حتى وصلت الى سمعها ذات يوم: " أهذه التي ادعت الفضيلة؟". " لابد من وضع حد لهذه العلاقة المحرمة ". تلقت أذناها قذائف الكلمات، لكنها صمدت كعادتها، قررت أن تواجه الجميع، حتى لو أدى الأمر إلى قطع علاقتها بالعالم كله، لكنها أبدا لن تتنازل عن هذه العلاقة المُحرمة.
25 ديسمبر2008

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

بحثا عن الأمان


بحثا عن الأمان


هذه قصة مشتركة تقاسمت كتابتها مع زميلي العزيز: يوسف هريمة
بقلم يوسف هريمة ومنى شماخلم تكن مثل سائر الفتيات
هذا ليس قولها عن نفسها ،لكنه ما يقال عنها
وما كانت تشعر به عندما تستمع لأحاديث زميلاتها
أحاديث الآمال والأحلام لكل منهن وما تريده للمستقبل:
فتى الأحلام الوسيم ،الثري هو القاسم المشترك لكل أحلام الفتيات في مثل عمرها
أما هي فلم يكن لها الا حلما واحدا:أن تشعر ب "الأمان"؟
انها حتى لا تعرف معناه ، لكن كل ما تستطيع قوله أنه ذلك الشعور الذي لم تجربه قط
عاشت سنوات عمرها القليلة بين منزل أبويها ومنزل جدتها
لم تكن تذهب لمنزل الجدة في زيارة ، لكنها تذهب مع أمها عندما "يطردهما "والدها أثر مشاجرة "من طرف واحد"مع الأم
كان أبوها سريع الغضب أو ربما كان الغضب هو الحالة الطبيعية له
ما ان يبدأ الحديث مع الأم حتى يبدأ السباب والشجار وينتهي الأمر بطردهما من المنزل
بعد أيام يتدخل الأقارب للمصالحة ، نفس الكلمات تسمعها كل مرة:
المرأة ليس لها مكان الا بيت زوجها
الطلاق كلمة لم نسمعها في العائلة من قبل
اصبري "ظل رجل ولا ظل حائط"
لم يستطع عقلها الصغير فهم العلاقة بين هذه الكلمات واقتناع أمها بالعودة للمنزل
لكنها كانت تدرك أن الأمر لا بد سيتكرر وتدور الدائرة مرة أخرى
لا شك أنه "الأمان"شئ يختلف عن كل ذلك
يختلف عن تلك النظرة التي تجدها في عيني أمها عندما ترى والدها
يختلف عن ذلك الاحساس الذي تشعر به عندما تعود لمنزلها كل مرة
حتى جاء ذلك اليوم....
الأستاذ......مدرس اللغة العربية الجديد
لم ترفع عينيها لتنظر فالأمر لا يعدو اختلاف أسماء
مزيد من الحصص المملة والكلمات الجوفاء
لم تتحمس يوما للدراسة بل لم تتحمس لشئ قط
لم تتميز بالتفوق ولا حتى بعدمه لكنها كانت تحفظ ما يلقى اليها من كلمات لتعيد كتابته في ورقة الاجابة
بدأ الأستاذ الجديد عمله
لدهشتها وجدت أنها تنتبه لكل كلمة يتلفظ بها
صوته الهادئ ، نظراته الحانية
كل ما تشعر به الآن يختلف عن........
لا .....هذه المرة لم يختلف .....انه هو.....ذلك الشعور الذي طالما تمنته، وداعب خيالها وأحلامها
تلك النظرة التي لم ترها قط سوى في عينيه
-ما اسمك؟
سؤال تردد على مسامعها عدد أيام عمرها ، لكنها لم تجب عنه أبدا كما أجابت في تلك اللحظة
لا لم تكن حروف اسمها هي ما قالته لكنه كيانها وذاتها صاغتهما من جديد
-اسمي......
سألها أن تعيد ما قاله
تلعثمت واضطربت كعادتها عندما تجيب على الأسئلة الشفهية
لكنها نظرت في عينيه ، فانسابت الكلمات بين شفتيها هادئة كأنها كلماته هو
شعور غريب عانق قلبها لم تدرك أبعاده إلا وهي ترنو بعينيها إلى حركات الأستاذ يخطو نحوها في خطوات تضرب بوقعها في عمقٍ فقد" الأمان "، أو يغازل كلمة وعبارة لا تستطيع فك رموزها، أو يرسم على وجهه ابتسامة غيث في سماء جفت أمطارها عن السقاء.
" ما بك يا خجولة... " كلمات تتردد على مسامعها كلما عجز لسانها أن يفرح بإجابة لا تجاوز الحنجرة، قلق...خوف...رعشة ...ما كانت تشعر به عيناها وهي ترقب خروج الأستاذ الجديد على أمل لقاء جديد ودرس جديد في رحلة البحث عن حروف أمان ضلت طريقها إليها، وتخشى أن يتبخر الحلم بالوصال وترجع ريما إلى عادتها القديمة... كما كانت تحدث نفسها.
" تحتاجين إلى دروس دعم وتقوية "... هكذا كان مطلع قصيدة يقرأ أبياتها الأستاذ ويحفرها في ذاكرة أعياها الزمان أن تستوعب فصول مسرحية بدايتها البيت، ونهايتها فصل وأستاذ يضع اللبنة الخاتمة في جدار متهاوي.
من أين لي أن أجلب النقود...؟؟؟
هل أقول لماما بله بابا...؟؟؟
ذاكرتي ضعيفة...لا أستطيع أن أستوعب أكثر... غير قادرة على الحفظ...
تستوي المعادلة الممزوجة بقلة ذات اليد والأفق المسدود ببراثن الواقع، فقررت تحرير لسانها من قيد ظل يحيط بمعصم بريء علها تجد جوابا عن سؤال" الأمان "...
" ما معيش فلوس وعاوزة دروس..."، تلقف الأستاذ كلماتها المتلعثمة كي لا تسقط قريبا من مسامع الزملاء والتلاميذ، وبوجه تملأه الرغبة نطق الصمت من وراء حجاب:" بعدين أشوف..."

مضت الأيام ونظراته الحانية تحكم الحصار حولها
تنتظر اللحظات التي تنفرد فيها معه بعد الحصص متعللة بحاجتها لاعادة الشرح
-اقترب موعد الامتحان ،تحتاجين مجهودا اضافيا،هذا عنواني ،سأنتظرك بعد المدرسة
أمسكت بالورقة التي كتب بها العنوان ،أحست أنها تمسك بقارب النجاة،لن ترفض الدعوة
لم تفكر كثيرا فيما ستقوله لأبيها أو أمها ، لم يشعرا بوجودها قط ، فماذا يضيرهما لو لم تكن موجودة؟
لم تذهب لمنزلها ، انها لم تشعر
قط انه كذلك ، لم تشعر يوما أن له جدران
اتجهت لعنوان أستاذها ....هناك ستجد من ينتظرها ، من يشعر بوجودها ، بل من سيهبها هذا الوجود
أسرعت الخطى حتى خيل اليها أنها تعدو بل خيل اليها أنها تحلق في السماء
لم تقف طويلا أمام الباب وجدت أستاذها أمامها ، ربما سمع دقات قلبها قبل أن تدق يدها الباب
دخلت بخطى الخجل وعيناها تحلقان في مكان يملأه الصمت، هاهي دفاتر مبعثرة تلملمها الجراح، وذاك فراش قد ضاقت به وحدة الأستاذ.
" تفضلي... اجلسي..." عبارات ترحيب طالما سمعت حروفها ولم تعزف على وترها الحساس، ولكن حروفها الآن تنقش على الوجه بسمة البراءة وتحرك اللسان لينطق دون أن يفكر " شكرا أستاذ...".
طلب منها الجلوس على كرسي بعد أن يحضر لها مشروبا بمناسبة زيارتها السعيدة، لم تتوقف عيناها على مداعبة الحيطان، ترسم كل عبارة وكل كلمة بوجه صبوح وهي تلامس من بعيد فراشا مبعثر على جنبات بيت.
حضر المشروب وحضرت البسمة والتقت عين تبحث عن الأمان بعين تغازل جسدا يصدح بالجراح، تارة تحلق في قوام جميل، وتارة تشدو بلحن طفولة اغتصبتها يد القدر. ظلت تنتظر إذن الأستاذ ببدء رحلة الدعم والتقوية والشوق يحملها إلى حركاته وهمساته وألحان كلماته بحثا عن رغبة دفينة حتى أغشاها صوت نوم عميق.
لم تستفق إلا على إيقاعات حزينة ودم الغدر يسيل بمستنقع العربان.
" أين أنا...؟؟؟" " ماذا فعلت...؟؟؟" صفعات أسئلة ممزوجة بألم البحث...لملمت جراحها ومسحت دموع الندم، وقررت أن تبحث عن حلم" الأمان " بعيدا عن قدسية الأهل وحرمة المدرسة. خرجت للشارع ترافق حزنها ولم تفهم من درس الدعم والتقوية غير بيت واحد في قصيدة الدهر:" في بلاد العربان ينعدم الأمان..."

ولازال البحث مستمرا....



نعم انه هو....
لا يمكن أن تخطئه عيناها
حتى بعد أكثر من عشر سنوات مضت على آخرلقاء بينهما
فمنذ تخرجا من كليةالحقوق لم تره ،عجيب أمر هذه الدنيا ،لم تكن تتصور أن يحدث ذلك مع أصدقاء الدراسة ،خاصة هؤلاء الذين كانت تجمعها بهم علاقة خاصة جدا
لم تكن الدراسة وحدها ما يجمعها به
جمعتهما الأفكار والمبادئ والأحلام
كم من ندوات حضراها معا،مناقشات دارت بينهما أو كانا طرفا واحدا فيها أمام الغير، كم من مظاهرات سارا فيها سويا ،مقالات ،منشورات ،والهدف دائما هو :الحرية
كانت ترى ـوكذلك هوـ أن الحرية لا تتجزأ :الحرية السياسية والحرية الاقتصادية،الحرية الاجتماعية ،حرية المرأة وحرية الرجل،كلها أفرع من نهر كبير هو حرية الانسان.
لكن بمجرد انتهاء سنوات الدراسة مضى كل منهما في طريقه ،لكن يبدو أنه لازال يسير في نفس الطريق،وهل أدل على ذلك من لقائهما في هذا المكان؟
أمام النقابة لحضور ندوة تناقش القضية التي جمعتهما دائما: (الحرية)
نادته ،نظر اليها في دهشة ، لكنه تذكرها على الفور....
-ياااااااااااااه بعد كل هذه السنوات! لم أتصور أن نلتقي ثانية .....لماذا أنتِ هنا؟
أشارت الى أعلى حيث كلمة "حرية" في اعلان الندوة : 
-أنا أركض دائما وراء هذه الكلمة
نعم لازالت ـ رغم مرور كل هذه السنوات ـ تركض وراء أحلامها،انتقلت من عمل لآخر ،رفضت كل من تقدموا لخطبتها،لم تجد سيدا أفضل من حريتها تخضع له
وأنت ؟
-أنا أعمل في شركة كبرى منذ تخرجي ،على وشك الزواج من فتاة ممتازة،والدتي تعرف عائلتها جيدا ،تصوري رغم أننا جيران الا اني لم أرها من قبل ،أمي تقول انها لم تخرج من المنزل بمفردها أبدا منذ أنهت دراستها
التقيت بها في منزلها عدة مرات (مع العائلة طبعا)فتاة خجولة ومطيعة، باختصار زوجة مثالية
أرى أن موعد الندوة قد حان ، لم نكمل كلامنا بعد ، ما رأيك أن نلتقي غدا ؟
ابتسمت ...لكنها لم ترد
ركضت مبتعدة .....هتف بها :الى أين تذهبين؟
أجابت دون أن تلتفت:
سأبحث عنها في مكان آخر ،فلا يمكن أن توجد الحريةحيث يوجد مثلك

همجية أو مقاومة؟


همجية أو مقاومة؟


"بوش والحذاء"هما حديث الساعة هذه الأيام
تعليقات ،تفسيرات،نكات ،كلها لاهم لها سوى الحديث عن حذاء الزيدي الذي أطلقه في وجه امبراطور الولايات التي لا تغيب عنها الشمس
كثير من التعليقات تناولت الحدث بالسخرية ،السخرية بالطبع من الامبراطور وليس من الحدث أو فاعله
البعض أخذ في الحديث عن موقف الزيدي ،غير أن هذا الموقف لم يكن بحاجة لكثير من التفسير أو الخوض في الدوافع ،يكفي أن يوجه كل منا سؤالا الى نفسه:ماذا تفعل اذا وجدت بوش واقفا أمامك؟
والبعض أخذ يفسر ويحلل موقف بوش ورد فعله تجاه الحذاء:برود وسخرية
لكن الام يشيران؟
الى ثقة بالنفس وتمسك "بالديمقراطية"مهما كانت مساوئها؟
أو الى بلاهة أدت الى فقدان القدرة على التصرف ؟
اذا كان الأمر يتعلق بالديمقراطية فلماذا سمح الامبراطور بهذا التصرف الهمجي للحرس في مواجهة الصحفي العراقي الأعزل؟
عن نفسي أرجح الاحتمال الثاني الخاص بالبلاهة
ان تفسير تصرف الزيدي ورد فعل بوش لا يحتاج لكثير من العناء ،لكن ما شق علي ّفعلا هو تعليق بعض الكتاب و"المثقفين" العرب الذين وجدوا في تصرف الزيدي خروجا على كل مبادئ المدنية والتحضر
لماذا أقدم هذا الصحفي على ماقام به ،لماذا أقدم على هذه "الهمجية"في التعامل مع "الرئيس"رغم أن الأخير أتاح له فرصة التعبير بالطرق "المتحضرة"؟
هنا وجدت أننا بحاجة لاعادة التعريف بالمصطلحات ،وتحديد المفاهيم 
هل اجتياح بلد آمن ،وقصف المدنيين ،وهدم البيوت هو "التحضر"؟
هل مقاومة المحتل -بكل وسيلة متاحة-يعد "همجية"؟
ولا أعلم ان كان هؤلاء "المثقفين" يرون مافعله أطفال الحجارة في مواجهة الصهاينة عملا همجيا كذلك!
فبالطبع الأخلاق المتحضرة ترفض القاء الحجارة في وجه الآخرين خاصة اذا كانوا الأكبر سنا!!!
أنا مع ثقافة مقاومة المحتل بكل الوسائل المتاحة
وأرى أنه مهما اتصفت هذه الوسائل بالـ"همجية"فلن تصل الى مستوى همجية المحتل
ويبقى عذر المقاوم في نبل هدفه
22ديسمبر 2008

مين فيهم اللي مش فاهم؟



      أثار حوار علاء الأسواني مع أحمد شفيق جدلا كبيرا ،ناس دافعت جدا عن شفيق واتهمت علاء بالتطاول 
وناس اعتبرت علاء بطلا و كلماته أسقطت رئيس الوزراء من موقعه
لكن تعالوا نحلل الموقف بهدوء ونشوف موقف كل منهما
  علاء الأسواني ثائر يتحاور مع رمز من رموز النظام -حسب رؤيته-
ويسعى من خلال حواره الى اسقاط الفكر المرتبط بالنظام ،الفكر الذي يقدس المسئول ويرى أن الحوار معه هو حوار من طرف واحد يعطي المسئول الحق في قول ما يريد وتوجيه دفة الحوار الى الوجهة التي يريدها،مع فرض وجهة نظره التي على الجميع الانصياع وراءها والا يبقوا "مش فاهمين"
مش عارفه ليه كل اللي سمعوا الحوار ما سمعوش ان شفيق قال لعلاء :انت مش فاهم
وسمعوا ان علاء هو اللي قال :انت اللي مش فاهم
رد بسيط تلقائي ،لايدل على قلة أدب ،وانما يدل على الاحساس بالندية
الاحساس ده ظهر لما يسري فودة عرض استكمال الحوار بعد البرنامج اذا كان وقت الفريق شفيق يسمح،فكان رد علاء :واذا كان وقتنا يسمح
علاء حب يوصل رسالة للمسئولين ،ان الفكر اتغير ،احترام الشعب لك حيكون لأنك بتحترمه مش لأنك قاعد على الكرسي ،
يعني باختصار :احترم الناس فيحترمك الناس
والرسالة التانية :اختلافي معاك مش لأني مش فاهم ،ما يمكن تكون انت اللي مش فاهم
أما موقف أحمد شفيق ،فمع احترامي ومراعاتي للاجهاد اللي ظهر عليه من طول فترة البرنامج ،بعد يوم عمل شاق،الا انه وقع في أخطاء قاتلة:
اجاباته على الأسئلة لم تكن اجابات ،كانت التفاف ،وده شئ واضح-لي-من أول يوم ،لكن محاوريه في الأيام السابقة كانوا من نوعية مختلفة
الالتفاف مع باقة المحاورين المرة دي مانفعش ،بالعكس وقع الفريق في أخطاء كتير مست المجلس العسكري نفسه،وده ظهر في تبريره لبقاء وزراء الداخلية والخارجية
في مواجهة شخصيات ناقدة زي علاء الأسواني وحمدي قنديل تسلح أحمد شفيق بسلاح ضار جدا ،وهو اعلاء الأنا ،اتكلم عن نفسه كتير ،وبدون سبب ،ذكر كل مايمكن لانسان انه يعمله حتى انه قال الجملة اللي مش ممكن تتنسي:أنا قتلت واتقتلت
اجاباته كانت بعيدة كل البعد عن الأسئلة الموجهه له ،ويظهر ان استعداده النفسي لمواجهة الاتهامات ،ورغبته في الدفاع عن شخصه ،مش عن سياساته ،أدت للنتيجة دي ،حتى انه في سبيل تبرئة نفسه والاعلاء من قيمتها قال ان مبارك هو اللي استفاد من نجاحه
حتى رفض الاعتراف بتصريح المجلس العسكري بأن حكومة شفيق سترحل قبل الانتخابات فكان رده على سؤال :متى ترحل ؟ان الوقت غير معلوم ،ممكن الآن ،ممكن قبل الانتخابات ،ممكن بعدها
وده امتداد للرغبة أو يمكن اعتياد المراوغة في الاجابة
ثم جاء حديثه عن تنظيف الميدان واصلاح الزجاج المكسور ليكمل الصورة ،ويوضح ان شفيق يرى الثورة ،ويرى مصر وهو يحلق بطائرته على أعلى ارتفاع
شفيق -للأسف-لم يفهم الثورة ،لم يدرك أهدافها ،لم يفهم حتى مفرداتها
فكانت كلمة علاء الأسواني :انت اللي مش فاهم،حقيقة مش تطاول 
8مارس2011

قضايا معلبة


قضايا معلبة

قضايا ضد الحل ،فهي لم تثار لتحسم وانما لتثير الغبار حولها،غبار هدفه بالطبع التعمية والتعتيم على أشياء لا نريد أن نراها

تمر المجتمعات بعدة مراحل من الضعف والقوة ،ولكل مرحلة نوعيتها الخاصة من القضايا الفكرية ،فنرى القضايا الجادة التي تهدف لتغيير المجتمع والارتقاء به ،تسود المجتمع أوقات القوة  ،بينما تسود الأفكار "الهلامية"التي لاتهدف سوى الجدل ،وتُدخل المنشغلين بها في جدال تتطابق فيه نقطتا البداية والنهاية.

أرى أن مجتمعاتنا تعيش هذه الحالة الآن ،فينشغل "مثقفونا"كل فترة  بقضية معينة يثار حولها الجدل ،وتتسابق وسائل الاعلام لمناقشة هذه القضية ،واستضافة من يطلقون عليهم "المختصين".
وينتهي موسم النقاش وتنتهي القضية الى لاشئ ،وفجأة تختفي الأصوات ،ويغلق باب الحوار فجأة كما فتح فجأة!!!!!
قضايا ضد الحل ،فهي لم تثار لتحسم وانما لتثير الغبار حولها،غبار هدفه بالطبع التعمية والتعتيم على أشياء لا نريد أن نراها أو يراها الآخرون .
ثم نضع القضية في "العلبة"لحين الحاجة اليها مرة أخرى.
وعلى الرغم من ضعف أهمية هذه القضايا عادة ،وعدم جدواها للمجتمع الا أنها قد تكون دافعا نحو البحث وعرض وجهات نظر مختلفة .
لا أقصد بالطبع من يعرض قضايا قديمة لم تحسم أو تم وضع حلول لها لم تعد مناسبة لعصرنا ،فبالتأكيد اعادة طرح مشكلات قديمة بهدف ايجاد حلول عصرية أمر يؤدي الى تغيير المجتمع وتطوره.
لكن المشكلة الحقيقية تكمن عندما نناقش تلك القضايا "المُعلبةًَ"عن طريق طرح الحلول "المُعلبة"أيضا.
فبدلا من محاولة عرض وجهات نظر جديدة لهذه القضايا القديمة نكتفي بالتحيز لآراء سابقة .
والغريب أن "المرأة" هي القاسم المشترك لهذه القضايا،"نقاب المرأة"،"ختان المرأة"،"عمل المرأة"،"تعدد الزوجات"........
وغيرها من الموضوعات التي انتهت فترة صلاحيتها في المجتمعات المتقدمة لكننا لازلنا نتهافت على استهلاكها.
أتمنى أن نكتفي بهذا القدر من الرقود وأن نحاول الدخول الى الألفية الثانية صانعين للمستقبل ،بدلا من الاكتفاء بالبكاء على الأطلال.
2نوفمبر2009

جيل التغيير مش متربي


جيل التغيير مش متربي

فكرت ايه اللي يخلي الولاد دول يعملوا كده ؟
ايه موضوع الغضب والمظاهرات وايه اللي حصل؟
لقيت السبب انهم مش متربيين
مااتربوش على القهر والكبت
ما اتعودوش على تحمل الظلم وما وجدوش أقصى متعة في مجرد الشكوى من الألم
الجيل ده ما راحش مدارس الحكومة ،مش شرط يكون في مدارس خاصة أو أجنبية ،لكن حتى المقيد في مدارس الحكومة ما بيرحش ،ماجربش قهر المدرس ،ولا خاف من أودة الفيران ،المدرس هو اللي راح له البيت
الأب والأم مشغولين في توفير لقمة العيش،أو الجري وراء المزيد من زخرف الحياة
وده طبعا من حسن حظ الجيل ده
من حسن حظهم اننا فشلنا في نقل ضعفنا وسلبيتنا لهم
من حظهم اننا ما نقلناش ثقافة التواكل والسؤال الاستنكاري الأزلي:هو انتو اللي حتغيروا الكون؟
الشباب ده ارتفع عننا كتير
سبقنا وتخطانا بمراحل
كل واحد فيهم حس قد ايه هو كبير
قد ايه ان الفرد ممكن يكون مجموعة والمجموعة ممكن تكبر لما توصل ملايين الأفراد
قرروا يفتحوا الباب ماخافوش من المارد اللي ممكن يكون متربص لهم وراه
ماقالوش اللي نعرفه أحسن من اللي مانعرفوش لأن عندهم الرغبة في معرفة كل شئ
أرجوكم ارفعوا أيديكم عن هذا الجيل
8مارس2011

ثقافة القهر


ثقافة القهر

النظام الاجتماعي القائم على القهر يتبادل أفراده الأدوار السلطوية بينهم:الأب يسيطر على الأم التي تسيطر بدورها على الأبناء.

تنطلق الدعوات المطالبة بحرية المرأة ،وفي الغالب المرأة هي صاحبة الدعوة ،وقد يساندها بعض الرجال
لكن سؤالي :ممن ستأخذ المرأة حريتها؟
الاجابة الطبيعية :من الرجل طبعا الذي يسيطر على المجتمع 
لكن دعونا نلقي نظرة شاملة على المجتمعات التي تتراجع فيها مكانة المرأة ،وهي تلك المجتمعات التي نصفها بأنها "ذكورية"
هل يحظى "الذكر"بحريته في تلك المجتمعات بالفعل؟
الاجابة الواضحة لي هي :لا
المجتمعات التي تقهر المرأة ،تقهر الرجل كذلك ،ربما كان وضعه أفضل لكن لا يمكننا القول أنه ينعم بحريته خارج دائرة القهر
المجتمعات "السلطوية"تقهر الانسان سواء الرجل أو المرأة
حتى القوانين التي تقيد حرية المرأة في تلك المجتمعات ،نجدها كذلك تضيق الخناق على الحريات الانسانية بصفة عامة
النظام الاجتماعي القائم على القهر يتبادل أفراده الأدوار السلطوية بينهم:الأب يسيطر على الأم التي تسيطر بدورها على الأبناء،ويقع الجميع تحت وطأة قهر السلطة بما تملكه من قوة سياسية أو دينية
انها "ثقافة القهر"السائدة في المجتمع لا ينجو منها ذكر أو أنثى.
لا أقصد بهذا أن "القهر"موضوع قدري لافكاك منه،لكني أرى أن قهر المرأة جزء من ثقافة سائدة في المجتمع ،أي أنه عرض لمرض أشد خبثا يمثل ثقافة المجتمع لا ينجو منه رجل أو امرأة
وعلى ذلك تصبح الدعوة لحرية المرأة دعوة ناقصة 

فمن الخطأ أن تنظر المرأة للرجل كغريم يسلبها حريتها ،وعليه فهي تسعى اما لمعاداته أو للتشبه به حتى تثبت له أنها مثله ،وفي هذه الحالة لاتأخذ حقها كامرأة ،بل كنسخة مشوهه للرجل.
ما أراه هو أن ندعو للقضاء على "ثقافة القهر" ،
وأن تكون الدعوة لـ"حرية الانسان"
22 اكتوبر 2010

نجوم فقدت بريقها


نجوم فقدت بريقها

سمعت رأي عادل امام في الثورة؟
حسام حسن غير موقفه
وابراهيم حسن كمان
المشكلة مش في حسام أو ابراهيم
ولا تامر ولا عادل امام
المشكلة فينا احنا وفي وسائل اعلامنا،
احنا اللي عملنا ان الناس دي "نجوم المجتمع"
كدبة اخترعها الاعلام واحنا صدقناها،ودلوقت بنحاسبهم عليها،
اعتبرناهم قدوة واهتمينا بآرائهم في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا
حتى رأيهم في نفسهم أخدناه منهم:ايه رأي تامر الانسان في تامر الفنان؟
رغم ان أغلبهم لا يمتلك ثقافة كافية ،ولا ذكاء اجتماعي ولا حتى حس انساني،
وده ظهر جدا في موقفهم من الثورة
أنا مش بهاجم حد على موقفه ورأيه ،لكن المسألة هنا مش مجرد رأي
الناس دي وضح انهم منفصلين عن الجماهير ،مش عارفين مين اللي في الميدان
مش فاهمين الشعب -رغم انهم بيدعوا انهم بيعبروا عنه-
مش مطلوب نعاقبهم ،لكن مطلوب نضعهم في أماكنهم الصحيحة
ليسوا نجوما ،ولا يعبرون عنا
كل واحد فيهم بيعبر عن نفسه وعن رأيه فقط
ياريت نحترم التخصص ،كل واحد نسأله عن اللي بيعرفه
مدرب الكرة حيفيدنا قوي لو سألناه في تخصصه ،لكن أكيد رأيه في القضية الفلسطينية حيكون زي أي انسان عادي ويمكن أقل
الممثل حيفهم قوي في الأفلام والمسرحيات لكن رأيه في الدستور هو رأي شخصي ماينفعش يكون مجال لحديث اعلامي
المطرب أكيد مش حيفيدني في فهم ظاهرة الاحتباس الحراري
ياريت الاعلام يبطل يصنع نجوم من ورق ويهتم  بالبحث عن الحقائق ومعرفة ما يهم الجماهير وما يمكن أن ينفعه
8مارس 2011

من النيل للفرات


من النيل للفرات

هذا النهرليس فقط مصدرا للماء بل هو مصدر لثقافة أبنائه ،يعطيهم هوية خاصة يعتزون بها ويحافظون عليها


عندما تهبط بك الطائرة في دمشق لا تشعر أنك اجتزت الحدود الى دولة أخرى بل تشعر أنك ركبت آلة الزمن لتعود الى القاهرة عندما كانت أكثر هدوءا وأقل ازدحاما.
أفاذا بدأت بالحديث ،سيدرك من حولك فورا أنك مصري وعندها ستشعر حتما بالفخر لما تراه من منزلة مصر والمصريين في نفوس اخواننا في سوريا.
الجميع في شوق لزيارة مصر سواء من زارها قبلا ،أو من لم يزرها الا عبر شاشة التليفزيون
ولا تكاد توجد عائلة لم يذهب منها فرد أو أكثر الى مصر خاصة من عاصروا سنوات الوحدة،هذه السنوات التي لازالت محفورة في ذاكرة الجميع ،والتي لازالت آثارها باقية في وجدان الشعب السوري.
وفي الطريق من دمشق الى دير الزور (حيث كانت اقامتي) كان  جمال الطبيعة يعانق سحر التاريخ في مشاهد رائعة تعجز الكلمات عن وصفها.
وفي دير الزور تتجلى الطبيعة في أبهى صورة على ضفاف الفرات ،ذلك النهر الذي التف حوله أهل المدينة فسار رافدا من أهم روافد حياتهم ،فهم "أبناء الفرات"يستمدون منه أشعارهم وموسيقاهم ،ولوحاتهم الفنية،هذا فضلا عن الأساطير التي نسجها الآباء حول هذا النهر ولا زال يتناقلها الأبناء الى اليوم ،وتمثل نبعا هاما يثري آداب "أبناء الفرات"
هذا النهرليس فقط مصدرا للماء بل هو مصدر لثقافة أبنائه ،يعطيهم هوية خاصة يعتزون بها ويحافظون عليها،هذه الخصوصية تميزهم لكنها لا تعزلهم عن أبناء وطنهم ،بل ان المواطن السوري يؤمن بعروبته أولا ثم انتمائه لبلده ثانيا .
تحية وشكر لأبناء الفرات وأبناء سورية.
15 سبتمبر 2009

رأي الأغلبية


رأي الأغلبية

اذا كانت هذه هي اهتمامات الأغلبية أو لنقل أكثر الأفراد حرصا على المشاركة ،فهل نطمع أن نأخذ من حكامنا أكثر مما يجودون به علينا؟

وجهت الي ادارة مدرسة ابني دعوة لحضور اجتماع الجمعية العمومية لمجلس الآباء ،وكانت الدعوة مصحوبة بجدول أعمال الاجتماع ،ومن ضمن بنوده انتخاب ممثلي الآباء في المجلس ،وشرح القرار الوزاري رقم 334.
وكان هذا البند الأخير هو السبب الرئيسي لحرصي على تلبية الدعوة ،فمنذ سنوات وأنا أتمنى أن يشرح لي أحد أي قرار وزاري في مصر خاصة تلك القرارات التي تصدر عن وزارة التعليم .
بدأ الاجتماع بكلمات الترحيب المعتادة من مدير المدرسة ثم الاعتذار عن اجراء الانتخابات لعدم اكتمال النصاب ،وهو مايستلزم -طبقا للقرار الوزاري-
(لا أذكر رقمه)أن يقوم مدير الادارة بانتخاب ممثلي الآباء.
تعالت همسات الحاضرين مستفسرة عن القرار ،لكن أمين مجلس الآباء السابق فجر مفاجأة بقوله أن مدير الادارة أخبره أمس أن المجلس السابق سيستمر للسنة الثالثة على التوالي
وهنا ارتفع صوت أكثر الحاضرين حماسا من بداية الاجتماع:
 (يعني همّا اختاروا ،طيب أنا ماشي)

المسرحية الهزلية تتكرر ،لكنهم هذه المرة أكثر غباءا ،كشفوا نيتهم في التزييف والاستهانة بارادة الأغلبية ،أم أنهم راهنوا على سلبيتنا وعزوفنا عن المشاركة ؟
ربما يرى البعض أن الأمر ليس بهذه الأهمية ،وأنني أميل الى تسييس الأمور أو فلسفتها
حقيقة أن دور مجلس الآباء يقتصر على مناقشة ميزانية المدرسة وتحديد أوجه الصرف (طبقا للقرار الوزاري) لكني رأيت ماحدث في هذا المجتمع الصغير نموذجا لما يحدث في مجتمعنا بل ربما في مجتمعاتنا العربية ،خاصة تلك التي تحاول ارتداء ثوب الديمقراطية.
لكني -رغم احساسي بالمرارة والخيبة-لم أوافق الرأي القائل بالانسحاب
انسحابنا سيترك الساحة فارغة ،سيجعلنا نقف في صفوف الأغلبية المهمشة
قررت البقاء وشجعني عليه استمرار باقي الحضور
وهنا اندفع أحد الحاضرين في حماس يطلب الكلمة ،وقال أنه لم يحضر للانتخاب ولا مناقشة ميزانية أو قرار وزاري ،وانما مشاركته جاءت لسبب أكثر أهمية من تلك الموضوعات الثانوية ،انها الكارثة التي فعلتها ادارة المدرسة ،بدمج البنين والبنات في فصول المرحلة الاعدادية ، وجعلها فصولا مشتركة بدلا من الفصل بينهم في هذه السن الخطيرة !!!!!
وأضاف ،أن هذا السبب يكمن وراء حضور غالبية أولياء الأمور ، وهنا ارتفعت الأصوات مؤكدة قوله
وأخذ الجميع يتحدثون عن حجم المأساة وما يمكن أن يترتب على هذا القرار في المستقبل!!!!

وهنا..... قررت الانسحاب
استوقفني مدير المدرسة الذي يرأس الاجتماع مستفسرا عن سبب انسحابي ،فأجبته أن ما جئت لأجله لن أستطيع مناقشته بجانب هذا الموضوع (المصيري) الذي يتحدثون فيه
فكل ما جئت لأجله هو بحث تأخر وصول الكتاب المدرسي للطلاب ،وغياب بعض المدرسين منذ بداية العام ،بالاضافة لمناقشة القرارات الوزارية الجديدة !!!!!!!
مضيت في طريقي وأنا أتساءل :اذا كانت هذه هي اهتمامات الأغلبية أو لنقل أكثر الأفراد حرصا على المشاركة ،فهل نطمع أن نأخذ من حكامنا أكثر مما يجودون به علينا؟
22 مارس 2009

صف لي جنتك أقل لك من أنت


صف لي جنتك أقل لك من أنت

كيف نقدر العمل ،ونحترم الفضيلة اذا كانت الصورة المثالية التي نسعى اليها خالية من كل هذه القيم؟


تمثل الجنة في نفوس المؤمنين الهدف الأساسي والمحور الذي تقوم عليه حياتهم
ويسعى المتدين الى تقييم أعماله على أساس ما يقربه من الجنة أو ما يبعده عنها
لكن ماهي هذه (الجنة)التي يتمناها؟
أعتقد أن مفهوم الجنة في الثقافة الاسلامية له معنى خاص ،ومواصفات ألصقتها المرويات ،أعطت لـ(جنة المسلمين)مفهوما كان له أكبر الأثر على سائر نواح الحياة.
هل تذكرون صورة الجنة التي رسمناها أو بمعنى أدق رُسمت في أذهاننا في طفولتنا؟
الجنة مكان نحصل فيه على كل مانريد ،ولكن ما هو هذا الشئ أو الأشياء التي سنريدها في الجنة؟
المأكولات والمشروبات بالطبع
ثم تطورت هذه الصورة لتقدم للذكور الخمر والنساء
أي أن الانسان يلتزم بالـعبادات والطاعات واجتناب المحرمات في الدنيا ليحصل عليها في الجنة!!!!!
الخمر فيها اثم كبير ،والزنا فاحشة ،لكنهما مكافأة للمؤمن في الجنة!!!!
هذا التناقض في فهمنا وادراكنا للأمور ألقى ظلاله على ثقافتنا وتعاملنا مع الحياة
بل أن صورة الجنة كمكان للكسالى ومحترفي المتعة أثر كذلك على تقديرنا للعمل كقيمة في حد ذاته
كيف نقدر العمل ،ونحترم الفضيلة اذا كانت الصورة المثالية التي نسعى اليها خالية من كل هذه القيم؟

ربما اعترض البعض بأن الله وعد المؤمنين باعطائهم "ماتشتهي أنفسهم" مكافأة لهم في الجنة
لكن "ماتشتهي الأنفس"هنا هو ماتشتهيه النفس "الصالحة"،وأظن أن هذه النفس لايمكن أن يكون أقصى ما تتمناه هو شرب الخمر واللهو مع "النساء"
أرجو أن تكون صورة "الجنة"التي نحلم بها انعكاسا لما تريده أنفسنا فعلا ،عندما نرقى بها الى درجة "الذين آمنوا وعملوا الصالحات"

وأعود للسؤال:هل تصورنا للـجنة ينتج عن قراءتنا للنصوص الدينية أو هي فكرة تنبع من داخلنا ،أو فكرة توارثناها تعكس ثقافتنا؟
ما أستطيع قوله هو أن صورة الجنة في ذهن (عامة المسلمين) لا تتفق مع مكانة الانسان وقدره بين المخلوقات،هل يمكن أن تكون غاية الصالحين هي الخلود على الأرائك متمتعين بالمأكل والمشرب ومعاشرة النساء!
أرى أن هذه الصورة لا تنبع من آيات القرءان الكريم (أما فيما يخص التوراة والانجيل فلم أجد كلمة "جنة"الا فيما يتعلق بالحديث عن جنة آدم وحواء ،لكن ربما جاء الوصف تحت مسمى آخر )بل هي ناتج أهوائنا وثقافتنا تجعلنا نقرأ الآيات بفهم مسبق يصور ماتشتهيه نفوس المؤمنين مرادفا للمتع الحسية والشهوات الدنيا.
عن نفسي أرى أن الجنة مكان به شروط أفضل للحياة
مكان تسود فيه قيم الاخاء والمساواة(ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين)
بالاضافة الى تجلي الحرية في أعلى صورها (لهم فيها ما تشتهي أنفسهم)
أما الحديث عن توفر المأكل والمشرب بلا مجهود فهذا ليس من قبيل اعفاء الانسان من العمل ،فهدف الانسانية ليس هذا ،وانما يعني توفرها في الجنة أن يواصل الانسان عمله فيما هو أهم .
1 ابريل 2009