علاقة محرمة
أحبته أو هكذا خيل إليها. أحبها هكذا توهمت. تزوجا، ثم بعد أشهر قليلة اكتشفت أنهما لم يتعارفا بعد، لم يعرفها، ولم يحب فيها ما أحبته هي في نفسها. لم ير فيها إنسانا بل مجرد جسدا لإنسان. تم الطلاق بهدوء، من جانبها فقط، وبعاصفة من جانب الأهل. الكلمات المعتادة: هذه المرة الأولى التي يحدث مثل هذا في العائلة ، ستندمين .أغلقت أذنيها عن كل الكلمات وغرقت في عملها الجديد. تتمتع بشخصية جذابة وروح مرحة ودودة قربتها من زملاء العمل. بعد فترة اكتشفت أن صفاتها الشخصية لم تكن العامل الوحيد لتلك العلاقات الودودة. كانت السيرة الذاتية لها هي السبب الرئيسي: شابة جميلة مطلقة. صفات مثالية تغري أي رجل بالاقتراب، في مجتمع لا يرى شرف المرأة قيمة ذاتية خاصة بها، هو ملك للأب أولا، يسلمه للزوج بعد ذلك، فان انتهى دور الزوج انتهى معه دور الحارس. نظرات،تلميحات،عروض مبطنة وأخرى سافرة، طرق مختلفة للوصول إلى نفس الهدف. نظراته لم تكن كغيرها ذلك الزميل الذي انضم إليهم مؤخرا، لم تمض سوى أيام قليلة على تعارفهما، شعرت أنها تعرفه منذ ميلادها، وربما قبل ذلك. كانت تشعر من قبل أنها غريبة في هذه الحياة. الآن وجدت الرفيق ، بل التوأم لما تحمله من مبادئ وأفكار. دارت بينهما مناقشات كثيرة في أمور شتى. للمرة الأولى تجد من ينصت إليها، موجها نظراته إلى رأسها. دون النظر إلى أسفل العنق. لأول مرة تجد من يراها كانسا،ن يستمع إلى كلماتها دون النظر إلى شفتيها، لا يرى فضلا لجسدها سوى أنه يحمل ذلك الرأس وما به من أفكار. توثقت الروابط بينهما، تعاون في العمل ،تبادل أفكار، وقراءات، حضور معارض وندوات. لم تشعر يوما بمثل هذه السعادة. لم تكن تحلم قط بأكثر من هذا، كانت العلاقة التي جمعتها به هي أقصى ما تتمنى. بدأت همسات الزملاء تعلو،حتى وصلت الى سمعها ذات يوم: " أهذه التي ادعت الفضيلة؟". " لابد من وضع حد لهذه العلاقة المحرمة ". تلقت أذناها قذائف الكلمات، لكنها صمدت كعادتها، قررت أن تواجه الجميع، حتى لو أدى الأمر إلى قطع علاقتها بالعالم كله، لكنها أبدا لن تتنازل عن هذه العلاقة المُحرمة.25 ديسمبر2008