الاثنين، 1 أكتوبر 2012

ثورة برعاية العسكر… أم انقلاب حماه الشعب؟؟


بعيدا عن نظرية المؤامرة في تفسير الأحداث يمكننا القول ان ماحدث في مصر لم يكن ثورة حماها الجيش لكنه كان انقلاب عسكري حماه الشعب
هذه هي احدى قراءات المشهد
قراءة أكدتها كل الأحداث السابقة بدءا من اعلان المجلس العسكري انعقاده الدائم ،مرورا بتكليف الرئيس المخلوع له بتولي السلطة ،فدعوته الشعب لاستفتاء لاهدف له سوى تأكيد سلطة المجلس العسكري وخضوع الشعب لهذه السلطة.
وتتوالى فصول المسرحية بتشكيل مجلس تشريعي يحمل بذور فنائه ،وافتعال أزمات لتشويه صورة الثورة والثوار وتبرير استمراراستحواذ المجلس العسكري  على السلطة وحنثه بوعود تسليمها مرة تلو الأخرى وقد اتضح السيناريو كاملا بعد الإجراءات الأخيرة من مسلسل البراءات لقتلة الثوار، ثم إصدار قانون الضبطية القضائية  وأخيرا الحكم بعدم دستورية قانون العزل ،ثم حل مجلس الشعب الذى تسبب فى عدم دستوريته القانون الذى أصدره المجلس العسكرى نفسه عن عمد.
نعود للبداية ….
بدا واضحا ان المجلس العسكري ضد التوريث ،وربما كان يعد شيئا ما لاحباط هذه العملية اذا ما أصبحت حقيقة ،ربما توقع ثورة الشعب أو غضبه وأعد عدته لاستثمار هذا الغضب لصالحه
لكنه لم يتوقع أن يثور الشعب على النظام القائم بالفعل ،وليس على الوريث المنتظر
فاختلفت الحسابات قليلا ،لكن الخطة محسوبة :يسير المجلس مع الثوار طالما الهدف مشترك ،فاذا وصلنا الى مفترق الطرق يكمل المجلس طريقه ويذهب الثوار الى …..السجون
ووجد المجلس ضالته في الاخوان المسلمين جماعة اصلاحية همها الأول الاستئثار بالسلطة ،البديل التقليدي للحزب الوطني ،لهم قبول في الشارع ويحظون بثقة الثوار .
هذه الصفات سهلت للمجلس مهمته وساعدته على اتقان الدور الذي اختاره كنصير للثورة وحام الشعب والثوار.
لكن الأقنعة تساقطت عن المجلس وحلفائه ،وعند كل مواجهة حقيقية يظهر فيها مفترق الطرق بين الثورة من جهه  والعسكروحلفائهم من جهه أخرى كان الوجه القبيح يظهر ،بدءا من “رصيدنا لديكم يسمح”عند فض اعتصام التحرير في فبراير 2011 ،وما حدث أمام ماسبيرو، ثم ماحدث في محمد محمود ،ومجلس الوزراء ،وأخيرا وليس آخرا ماحدث في العباسية.
عند كل مواجهه حقيقية مع الثورة كان المجلس يظهر أنيابه ويصمت الأخوان (الحليف المستأنس)،وعندما خرج الأخوان عن صمتهم ،كان صوتهم مع العسكر مشجعين ومؤيدين ،معلنين كفرهم بشرعية الميدان .
وشيئا فشيئا تحول الأخوان من تأييد المجلس في مواجهة الميدان الى طرف أساسي في المواجهه ،حتى وصل الأمر الى اعلانهم نجاح الثورة واحتفالهم بها في الميادين قبل أن تجف دماء الشهداء
ثم تجييشهم لشبابهم أمام مجلس الشعب في مواجهة الثوار ،و……و……..أحداث كثيرة ومواقف عديدة ،لكنها جميعا تلتقي عند نقطة واحدة :المجلس العسكري والأخوان يد واحدة لمواجهة الثوار.
وعندما اقتربت لحظة الحسم ووصل الحليفان الى مفترق الطرق بوصول مرشح كل منهما الى جولة الاعادة في سباق الرئاسة ظهرت أنياب العسكر مرة أخرى ،فانقلب على حليفه وبدأ الصراع واضحا وكان الميدان ساحة القضاء ،وكانت الغلبة للأقوى فانتصر العسكر.
جرد الأخوان من كل الصلاحيات التي منحت له من المجلس :السلطة التشريعية ،وأعلن المجلس العسكري استردادها وقيامه بتشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور.
أعلن “القضاء” استمرار أحمد شفيق في سباق الرئاسة ليصبح هذا الاعلان –في اطار قراءة ماسبق-بمثابة اعلان فوزه بمقعد الرئاسة.
هكذا أخرج المجلس العسكري الجميع من المعادلة وبقي بمفرده يحمي انقلابه الناعم بقوة القوانين الاستثنائية .
فهل يترك الأخوان ماغنموه من الثورة ويعودوا أماكنهم لترتيب أوراقهم مرة أخرى؟
هل يعودوا للثورة بعدما خسروا كل ماغنموه منها ؟حتى جماعتهم ربما تواجه حكما قضائيا بحلها
وهل يتنازل الثوار عن ثورتهم ويقنعوا بما يمكن أن يقدمه نظام “مبارك 2″من اصلاحات ؟
الرأي العربي -15 يونيو 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق