هناك صورة شهيرة توضح دور الاعلام في تزييف الحقيقة،الصورة لجندي أسير عن
يمينه شخص يسقيه ماء ،وعن يساره آخر يضع البندقية في رأسه.
اذا عرضت الصورة من ناحية اليمين فقط ظهر لك الأسير وهو يسقى بالماء فتظن
أنه يلاقي معاملة حسنة.
واذا التقطت الصورة من اليسار ظهرت البندقية مصوبة لرأس الأسير فتعتقد أنه
يعاني سوء المعاملة.
تذكرت هذه الصورة وأنا أطالع صحيفة الأهرام الصادرة صباح السبت عندما كانت
الصورة الرئيسية على صفحتها الأولى لأحد الثوار ممسكا بقنبلة مسيلة للدموع يستعد
لالقائها جهة الجنود !!!!!
ركزت الصورة على جانب واحد فقط من المشهد وبترت الحقيقة لتلونها كما يريد
القائمون على المؤسسة الصحفية.
لكن بمجرد وضع الصورة في مكانها الطبيعي من الحدث سندرك أن هذه القنبلة
ألقيت على الثوار من جانب الجنود ،فالتقطها أحدهم ليردها الى من ألقى بها حتى يبعد
أذاها عن الثوار.
هذا عن الصورة ،أما الفيديوهات التي نشرتها الشئون المعنوية للقوات المسلحة
فكان التضليل فيها أشد ،حيث تضمنت صورا لأسلحة سبق عرضها والاعلان عن القبض عن
حامليها قبل يوم الجمعة ،وأعيد عرضها داخل الفيديو على انها ضبطت مع المقبوض عليهم
في أحداث العباسية!!!!
ماسبق مجرد أمثلة على امكانية التضليل ،وتزييف الحقائق ،ولازالت
"الصورة التعبيرية"للمخلوع وهو يتقدم الرئيس أوباما ماثلة في الأذهان .
لكن ماذا حدث يوم الجمعة في موقعة العباسية؟وكيف لنا أن نعرف ماحدث وسط كل
تلك الأكاذيب؟
دعونا نحاول قراءة المشهد بعقولنا :
مجموعة من الناس (سلفيين-ثوار-حازمين)لايهم الوصف المهم أنهم أفراد من
الشعب المصري ،أحسوا بظلم واقع عليهم ،فأرادوا رفع هذا الظلم ،توجهوا لميدان
التحرير-كالعادة-فلم يلتفت اليهم أحد،قرروا التصعيد والسير نحو وزارة الدفاع.
تحركت الجموع من التحرير ليلة السبت قبل الماضي –سيرا على الأقدام-حتى وصلت
للمنطقة القريبة من وزارة الدفاع وقرروا الاعتصام.
لم يتعرض لهم الجيش واكتفى بتأمين الوزارة،لكن المعتصمين تعرضوا لهجوم من
"البلطجية"سقط على أثره قتلى وجرحى من جانب المعتصمين ،وأهالي منطقة
العباسية الذين تعرضوا كذلك لهجوم البلطجية ووصلت المأساة الى ذروتها يوم الأربعاء
ووصل عدد الضحايا الى 13 شهيد ومئات الجرحى،ووصل الأمر الى مهاجمة البلطجية
لمستشفى دار الشفاء والاعتداء على المرضى!!!
سؤال:من أين أتى هؤلاء؟وماهي
دوافعهم لمهاجمة المعتصمين؟ولماذا يظهر أمثالهم في كل اعتصام ؟
من يدعمهم؟من يحركهم؟من يؤمنهم؟!!!
كالعادة تعامل المعتصمون مع هؤلاء وأمنوا اعتصامهم باللجان الشعبية
وكان رد المعتصمين على ماحدث لهم بالدعوة لما أسموه "مليونية
الزحف"أو "جمعة النهاية"لانهاء حكم
العسكر وسرعة تسليم السلطة للمدنيين والمحاكمة الفورية والعاجلة لقتلة الثوار
والمفسدين وضمان عدم تزوير انتخابات الرئاسة بتعديل المادة 28 من الاعلان الدستورى
وحل اللجنة العليا للانتخابات
أعلنت بعض
الحركات الثورية تضامنها ،ورفضت أخرى،وأعلنت غالبية الأحزاب عدم مشاركتها ،بينما
آثر الاخوان الحل الوسط:النزول الى التحرير
وبدأ الزحف
.....وبدأت النهاية يوم الجمعة
شهادة
ترويها ثائرة:
طلعت المسيره من مسجد الفتح و كان الهتاف
كله يسقط يسقط حكم العسكر
مكنش فى هتافات فئويه
مكنش فى هتافات دينيه
المهم وصلنا بالسلامه ميدان العباسيه و كان
عددنا فوق المتوقع
شوفت الناس اللى بحبهم كلهم
هما هما المتوقع وجودهم الناس المحترمه المهم
سمعنا صوت خبط على الصاج اللى محوط المكان اللى كانو بيحفرو تحته للمترو جرينا
نشوف فى أيه
لقينا أبتدى الأشتباك طوب بيتحدف من
الناحيتين معرفش مين الى بداء
لكن مهما كان مين اللى بداء
هما دول الجنود اللى بيحمو الحدود
هما دول الجنود اللى مأمورين بأقصى درجات
ضبط النفس
لو هما فعلآ كانو مأمورين بأقصى درجات ضبط
النفس و كان أحدى الشباب هو اللى بداء الآشتباك كان المفروض يقولو هش يا حبيبى من
هنا و يفضو الأشتباك و خلصنا و على فكره بالمناسبه يعنى ده حصل فأكتر من يوم
قبل كده دخل أكتر من مره شاب متحمس و مخنوق منهم و يحاول يحدف طوبه يجى الظابط
يكلم الشباب و عيب كده ميصحش و يفض الأشتباك
لكن ده كان عمل مدبر و هما كانو خلاص خدو
الأوامر من قبلها بيوم من الخطاب التهديدى بتاع المجلس العسكرى
كانو عايزين يصفونا و يقضو على البقيه
المتبقيه من شويه الشباب الثورين الذين ليس لديهم إى ميول أو أتجاهات
الشباب المتحمس اللى دمه حامى و دمه حر
اللى مش بيرضى بالمهانه و الذل لإى مصرى
مهما كان دينه أو وصفه
المهم فضلت الأشتباكات بيحدفو كسر رخام و
سراميك و جرنيت و زخف حاجات كده شبه القلل أو قصارى الزرع أنا أتصدمت لما شوفتها و
أستغربت بيحدفوها أزاى بتقلها كده
و أحنا كونا بنحدف طوب لأن مش عندنا غيره و
طوبنا بتاع الرصيف مش مؤثر أوى كده لأنه جبس
بدءوا يرشوا مياه قسماً بالله كنت مبسوطه
جداً برش المياه
قولت أخيرا اتعلمو أزاى يفضو الأعتصام
بطريقه سلميه و بدون عنف و قوه و حتى لو طوب قصاد طوب مش مشكله يمكن مش عندهم غير
السراميك و الرخام و الجرنيت
و أتعلموا ميضربوش خرطوش و غاز و نار
و فضلت أكسر طوب و أدى لآخواتى
كانو أعمار مختلفه منهم اللى أصغر و منهم
اللى اكبر بكتيييييير أد أبويا الله يرحمه و أد جدى كمان
و فضلنا كده فتره و كان بيقع مننا مصابين
كتير جدا لإن الرخام و السراميك ده لما بيتحدف حاد جدا بيشق راس الولد من دول
بطريقه فظيعه و بيشوه الوش جامد اوى
كانو خايفين علينا جدا (البنات) و كانو
بيطلبونا نرجع ورا لكننا بنرفض ده غير أن كان فى جزء بينقل المصابين المستشفى
الميدانى
الشباب خلعوا الصاج و ابتدوا يتحاموا فيه و الضرب نازل علينا و ابتدوا ضرب الغاز
بس الغاز المره دى مش طبيعى فى حاجه غريبه
فظيع جدا اللى كان بيشمو كان بيغمى عليه و بيتعمى لفتره
فجاءه لقيت السلك الشائك اللى كان فاصل ما
بينا و بينهم اتشال و لقيت العساكر داخلين و بيضربوا خرطوش بطريقه فظيعه جدا و
كتير اوى
جرينا شويه قولت جايز بيجرو ورانا و هيقفوا
عند النفق و خلاص على كده و بكده يبقى فضو الاعتصام و خلص اليوم
و لقيت العساكر اتبعترو و بقى كل واحد فى
ناحيه بيحدف طوب علينا و اللى بيتكعبل او يقع بينزلو عليه ضرب بالعصيان
المهم فضلو يجرو ورنا لحد ميدان العباسيه
اترمت قدامنا قنبله و حسيت انى اتعميت و
فعلا مكنتش شايفه حاجه خالص
لقيت خالى بيشدنى عشان نجرى تانى بقوله مش
شايفه مش قادره اخد نفسى حاسه انى هموت
فضل يشدنى هو و يوجهنى و هو ماسك ايدى
و يقولى شمال او يمين و انا بمشى على مسكته لايدى و صوته و فضلت اجرى اجرى واحد
لقنى بموت فضل يقولى اتشهدى اتشهدت ولا 100 مره لانى فعلا كنت حاسه انى بموت
وصلنا ميدان العباسيه كده خلاص فضوا
الاعتصام قعدنا على الرصيف
خدت نفسى ابتديت احس انى قادره اشوف و اخد
نفسى
نروح
فين مش عارفه
هندخل يمين ناحيه محطه مترو العباسيه فى
بلطجيه، هنمشى على طول كان فى دبابات
حسيت اننا اتحاصرنا
حسيت انهم بيصفونا هما عملو كده زى ما قولت
عشان يخلصو على الباقيه المتبقيه من الثورة و الثوار،الشباب اللي معانا تطوعوا
وقالوا للعساكر:الشباب عايزين يمشوا ،سيبوهم يعدوا
وكان رد العساكر انهم هنا علشان يأمنونا!!!!!
جرينا لحد ما وصلنا تقاطع
صلاح سالم مع امتداد شارع رمسيس
قعدنا ناخد نفسنا شويه و سألنا هنعمل ايه
رد بعض الناس مفيش خلاص الاعتصام اتفض ولا
حاجه
احباط و يأس من الجميع ده غير صراخ و عياط
بعضهم اللى ليه صديق مصاب او اعتقل او اختفى و اختفى دى غالبا بيكون مات
---------------------------------
قد نصدق
ماقالته أو لا نصدقه ،لكن تبقى النتائج خير شاهد على ماحدث :
11 قتيل
وعشرات المصابين في صفوف الثوار
سقوط شهيد من
المجندين لكن لم يتم عرضه على الطب الشرعي!!!
اعتقالات
لمئات الناشطين السياسيين
هذا هو الحصاد
،فاذا طبقنا قاعدة:اذا أردت معرفة الفاعل فابحث عن المستفيد، بدت لنا الصورة أكثر
وضوحا في تحديد الطرف الثالث.
كتب هذا المقال عقب أحداث العباسية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق