الأحد، 14 أكتوبر 2012

قراءة في أوراق "قضية النائب العام


قراءة في أوراق "قضية النائب العام


خرجت علينا وسائل الاعلام يوم الخميس الماضي معلنة خبر بدا غريبا على مسامعنا :اقالة النائب العام،وتعيينه سفيرا لمصر في الفاتيكان .
أتى هذا الخبر في أعقاب صدور حكم ببراءة المتهمين في قضية من أهم القضايا المتعلقة بثورة يناير ،بل يمكن القول ان ماحدث في هذه الواقعة غير مسار الثورة .
كان المتوقع أن يخرج المصريون تأييدا واحتفالا بهذا القرار الذي وافق مطلبا طالما نادى به الثوار ،لكن ماحدث كان عكس ذلك.....
كان الثوار قد أعدوا "كشف حساب"للرئيس محمد مرسي ودعوا لمليونية تحقق فيما تم انجازه وما لم يتم من وعود قدمها الرئيس المنتخب ،وذلك بعيدا عن الاحصاءات والأرقام التي تلاها في خطابه وسط جمهوره.
ودعى الاخوان لمليونية "القصاص لشهداء موقعة الجمل".....
كان الميدان واحدا والقلوب شتى فحدث ماحدث ،لم يتقدم الثوار بكشف حسابهم للرئيس لكنهم أضافوا اليه أخطاء أخرى ارتكبها الرئيس ومستشاروه والجماعة التي ينتمي اليها.
وفشل الاخوان في صرف انتباه الثوار عن أهداف ثورتهم عندماظنوا أن الاسم البراق لمليونيتهم "القصاص للشهداء"سيخدع الثوار،فحدثت الاشتباكات بين الفريقين في الميدان الذي ضمهم من قبل عندما كان هتافهم واحد وهدفهم واحد ،وخرج الاخوان من الميدان ...
لقد أثبتت التجارب والمواقف أن الاخوان لايبحثون عن دماء الشهداء الا ليرسموا بها طريقهم للسلطة، كذلك لم ينخدع الثوار بتقديم النائب العام قربانا فيظنوا أن هناك "تطهيرا" لمؤسسات الدولة،بل أدركوا أن  ما يحدث استكمالا لأخونة الدولة والسيطرة على جميع مؤسساتها ،فرفضوا "الهدية"وانقلب السحر على الساحر.
وعلى الجانب الآخر قدمت "الجزرة " للنائب العام ولوح له بالعصا ليقبل الرحيل بهدوء ،حذره أو "هدده"وزير العدل بما سيلاقيه من غضب "شعبي" اذا استمر في منصبه ،عارضا عليه منصب "سفير بالفاتيكان".
وكان النائب العام أكثر ذكاء ،علم أن هناك رغبة في التخلص منه فلم يرفض الصفقة ،ترك "الطامع"يظن أنه نجح في اصطياد الفريسة حتى اذا شعر بالأمان استيقظت الفريسة وانقضت عليه.
تركهم يعلنون اقالته ،وأعلن هو انه لم ولن يستقيل ،فأوقع الرئيس ومستشاريه في خطأ قانوني ودستوري فاضح ،حتى ينقل ساحة المعركة ويدخل معه رجال القانون وكل أحرار الشعب يدافعون عن "استقلال النائب العام" لا عن شخصه.
نجح النائب العام في تغيير ساحة الصراع وعنوانه ،وبدلا من أن يكون وحيدا في مواجهة من يريدون الاستئثار بالسلطة ،وبدلا من أن يدخل كشخص محسوب على نظام مبارك كانت اقالته مطلبا من مطالب الثورة،أدخلهم في مواجهة القانون والدستور ،فخسروا المعركة ،وكان البحث عن مخرج ليتم الانسحاب بطريقة لائقة ،وخرج علينا نائب الرئيس بمؤتمره الصحفي وحديثه عن سوء فهم الرسالة ودور الاعلام في تشويه الحقائق.
هدأت المعركة وعاد كل فريق الى موقعه ليعلم الاخوان أن طريقهم للسيطرة على الدولة وأخونتها لن يكون مفروشا بالورود ،ولكن بدماء الأحرار.
منى شماخ
13/10/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق