أعلم أن صورتي المرفقة بالمقال ستثير دهشة كل من يعرفني
فلأول مرة منذ حوالي 32 عاما أظهر بدون "طرحة" على رأسي
وهذا بالطبع أمر شديد الخصوصية وحديثي عنه ليس تبريرا لكنه للتوضيح فقط.
في عام 1984 وكنت وقتها في الصف الثاني الثانوي قررت ارتداء
"الحجاب" كان قرارا غريبا على الأسرة والعائلة فلم يكن
"الحجاب" قد انتشر بعد في المجتمع المصري .
واجهتني اعتراضات لكني أصررت على موقفي فحقيقة لم أقتنع بالنصائح التي قيلت
لي بأن أنتظر حتى أتزوج أو أدخل الجامعة بل زادتني اصرارا وتمسكا بموقفي ،فمن يريد
الارتباط بي لابد أن يأتي لشخصي وليس لشَعري ،أما الجامعة فهي مكان للعلم وليس
لاستعراض الملابس.
ابي –اطال الله عمره- احترم رغبتي كعادته في التعامل معي ،لكنه طالبني بالا
أنفذ قراري الا بعد اقتناع تام حتى لا أرجع عنه .
كنت مقتنعة تماما بأن ما أفعله أمر الهي وأن الأمر عندما يتعلق بالفرض
الديني فلا مجال للاختيار .
لكن هل هو حقا أمر سماوي ؟
سؤال عاد الى ذهني بعد سنوات وكانت اجابته عندي ان الله الخالق العظيم الذي
لم نحط ولن نحيط علما بمخلوقاته لن يصدر أوامره بتغطية الرأس أو اخفاء الشعر.
الأوامر الالهية أعظم وأكثر قدسية من أن نخضعها لغرائزنا وأهوائنا.
ملابسنا جزء من ثقافتنا وتعاملنا مع البيئة والمجتمع ،وهي أمور تتغير
وتختلف تبعا للزمان والمكان ،بينما الأوامر السماوية قوانين مطلقة تحكم علاقة
الانسان بجنسه وبغيره من المخلوقات وبالكون كله
القرءان أعظم من أن يحدثنا عن طول الجلباب وفتحة الصدر وغطاء الرأس.
نحن نخضع الآيات لمفاهيمنا بدلا من أن نرقى لنستوعب رسالة السماء لنا .
ارتدوا ما شئتم ...غطوا رؤوسكم أو اكشفوها ...لكن لا تزعموا انها أوامر
الله.
لن أغطي رأسي وهذا شأني ، لكني لا أستنكر أن يغطي الآخرون رؤوسهم (وهو مايفعله
الرجال والنساء في شبه الجزيرة العربية).
قناعتي شأني وحدي وقناعات الآخرين شأنهم .
لكنها تظل قناعة وليست دينا.
وأخيرا أقول ماقاله الحلاج: ديني لنفسي ودين الناس للناس