الأربعاء، 13 يونيو 2012

هل كانت ثورة؟


هل كانت ثورة؟
هل قمنا بثورة؟
لو انت من شباب الثورة ووجه لك هذا السؤال منذ عام لكانت اجابتك دون تردد:نعم قمنا بثورة
ولو سئلت الآن ربما تقول:لا
يرى البعض أن الثورة لم تكتمل ،ويرى آخرون أنها لم تبدأ بعد.
وبعيدا عن التقديرات الشخصية دعونا نحاول الخروج من المشهد لنستطيع الحكم عليه دون التأثر بكوننا جزء منه
ماهي الثورة؟
 التعريف التقليدي للثورة المستمد من الثورة الفرنسية هو:قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة
لكن هذا التعريف لاحق للثورة وليس سابق عليها.أي أنه ينطبق على الثورة الفرنسية لأنه يصفها ،لكن ليس شرطا أن ينطبق على كل الثورات.
وبصفة عامة الثورة تعني الرفض،هذاالرفض يؤدي الى تغيير، 
التغيير الثوري تغيير مفاجئ وعادة تستخدم فيه القوة ،لكن القوة لاتعني دائما قوة السلاح ،فقد تكون قوة الضغط الشعبي وهذا ماحدث في أوكرانيا ومصر
ولا يشترط أن يكون التغيير للأفضل،فقد تأتي الثورة بنظام أسوأ من الذي انقلبت عليه،وهذا مايحدث عادة في الفترات الانتقالية التي تعقب الثورات ،ومرة أخرى نعود للثورة الفرنسية التي مرت بثلاثة مراحل واستغرقت 10 سنوات قبل أن تصل لما يمكن أن نسميه مرحلة النضج أو النجاح.
نجاح الثورات لا يمكن الحكم عليه بعد أشهر من قيامها،فالثورة فعل غاضب يهدم القديم ،ثم يبدأ في بناء الجديد،وبين الهدم والبناء قد نفقد بعض المعالم،قد تختلط الأمور ،لكن تبقى حقيقة أن القديم يتصدع ،ولا يمكن عودته مرة أخرى ،حتى لو حاول البعض ذلك وتوهم أن بامكانه ترميم القديم واحياؤه فسيأتي بناؤه متصدعا ،حاملا أسباب انهياره ،ولن يحتاج حتى الى ثورة أخرى لتقضي عليه.
وقد تبدأ الثورة من الشعب وتنتهي بدكتاتوريات عسكرية كما حدث في معظم ثورات أمريكا اللاتينية.
لكن الثورات لا تستنسخ،فلكل شعب طبيعته الخاصة في علاقته بالدولة ومؤسساتها ،وللشعب المصري خبرته السابقة فيمايخص الدكتاتوريات العسكرية التي تمنعه من تكرار الخطأ مرة أخرى.
بل ان الكثيرين يصفون ماحدث في 25 يناير بأنه ثورة على حكم العسكر ،فكيف لثورة أن تسقط نظام لتبعثه مرة أخرى؟
المهم أن التغيير بدأ ولن يتوقف قد يتعثر أو يتجه الى طريق غير مرغوب فيه ،لكن تعديل المسار ممكن طالما بدأ السير
كانت ثورة وستبقى كذلك حتى تحقق أهدافها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق