الثلاثاء، 30 يوليو 2013

لستم اسلاميين ولسنا علمانيين

لستم اسلاميين
ولسنا علمانيين
يحاول الأخوان وحاشيتهم الترويج لفكرة أنهم يمثلون التيار الاسلامي أو التيار الذي يؤمن بوجوب تطبيق الشريعة الاسلامية وتحكيم الدين في كل شئون الحياة ،بينما يمثل المعارضون لهم التيار العلماني الرافض للشريعة ،وتدخل الدين في السياسة.
والحقيقة أن المتابع لما فعله الأخوان المتأسلمون منذ توليهم ادارة الدولة حتى الآن يدرك كذب هذا الزعم تماما ،فلم نر أثر للدين في أفعالهم :أين تحريم الربا وهم يسعون للحصول على قرض صندوق النقد وغيره من القروض التي طالما وصفوها بالربوية؟
أين دعواتهم للجهاد والشهادة في سبيل القدس وهم لم يحركوا ساكنا عندما اعتدى الصهاينة على المسجد ومنعوا اقامة صلاة العشاء فيه؟
وغير ذلك كثير ،بل يمكن القول أن كل قرارات رئيسهم وكل مايقومون به من أعمال لا تندرج فقط تحت اسم العلمانية أو فصل الدين عن الدولة ،بل انها ضد كل تعاليم الدين بمعناه العام بدءا من عدم وفاء رئيسهم بوعوده مع من انتخبوه ،وحنثه بقسمه على الاعلان الدستوري ،مرورا باهدار قيم العدل والمساواة وجعل مناصب الدولة حكرا على أهله وعشيرته،واستباحة دماء معارضيه .
كل هذا يؤكد أن القضية بين مؤيدي حكم الاخوان ومعارضيه ليست صراعا بين العلمانية والدين بل صراع بين جماعة لاتملك أي مقومات للحكم ،ولاتملك رؤية أو مشروع ،كل ما لديهم هو الرغبة في الانفراد بالسلطة ،ووسيلتهم في ذلك هي تخوين وتكفير الخصم ،ونقل المعركة الى أرض وهمية لا يراها غيرهم حتى يكون ادعاء النصر من وحي خيالهم وحدهم،وبين من يرفضون كل ذلك ويصرون على استكمال الثورة والقضاء على الفساد بكل صوره.
القضية ليست علمانية ضد تدين ،ولا حتى بين تفسيرات مختلفة للاسلام ،هذه هي المعركة الوهمية التي يحاولون استدراجنا اليها.
معركتنا مع جماعة مستبدة تريد ادارة الدولة لصالح أفرادها فقط ،جماعة جاءت لترث النظام السابق بكل جرائمه بل وتضيف اليها الفشل حتى في ادارة الفساد .

منى شماخ

الرأي العربي
25-5-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق