لم يفكر الاخوان قط في الثورة على نظام
مبارك –هكذا اقروا-لم يفكروا في ازاحة النظام وخلق نظاما آخر ،بل كان أقصى طموحهم
عقد الصفقات لاقتسام الغنائم .
استخدمهم النظام كفزاعة يرهب بهم الغرب
ليساندوه ،واستخدموا مايروجه النظام عنهم لعقد مزيد من الصفقات معه.
ثم جاءت ثورة 25 يناير لتطيح بنظام
مبارك وتقوض دعائمه ولتثبت أن النظام السابق لم يستطع القضاء على إرادة الحياة التي
احتفظ بها الشعب المصري واستطاع الانتصار لها رغم كم الفساد الهائل الذي أحاط به.
وهنا جاء دور "الوجه الآخر
للنظام"،ربما بالاتفاق مع رجال مبارك(عمر سليمان)،ربما صفقة مع المجلس
العسكري،ربما بالتعاون مع امريكا ،المهم أن الشعب المصري وجد نفسه مرة أخرى بين شقي
النظام السابق ممثلين في أحمد شفيق ومحمد مرسي ،فاختار الشعب –أو اختير له-الشق
الاخواني من نظام مبارك.
وللأسف أتى نظام الاخوان ليكرس نفس
المفاهيم –مع اضافة الفزاعة الدينية-
أتى النظام الاخواني محاولا فرض
اشكالية جديدة وخلق ساحة للصراع يمكنه التفوق فيها لم تكن مطروحة أصلا :ساحة الصراع
بين الدين واللادين.
أتى نظام الاخوان ليغير الأشخاص فقط ولا
يغير الفكر:
فالنائب العام "تابع"ولكن
للاخوان
القضاء "مستقل"عن سلطة مبارك
لكنه تابع للاخوان
كبار موظفي الدولة لايتم اختيارهم
بالكفاءة وانما بالتبعية للاخوان
تشويه المعارضين: فالمعارض اما عميل أو كاره للشريعة ،أو تابع للنظام السابق –على أفضل
تقدير،وتصوير المعارضين على أنهم جماعة من الباحثين عن السلطة لكنهم لايرتقون
للقدرة على تحمل تبعاتها..
حل المشكلات بنفي وجودها أو ادعاء حلها
الترويج لانجازات وهمية وكأنهم يتحدثون
عن دولة أخرى
التبعية الاقتصادية والسياسية.
لم يسقط النظام بعد وانما يطل علينا
بوجه آخر يحاول التجمل لكنه للأسف أكثر قبحا
القائمون عليه نسوا أو تناسوا أن ارادة
التغيير لازالت مستيقظة في ضمير الشعب ،وأن ارادة الحياة التي حركتها الثورة لن
تتوارى ولن تهدأ حتى يحقق الشعب ارادته ومطالبه ،وينتصر في ساحة الصراع الرئيسية
التي نازل فيها النظام السابق ،الساحة التي وقف- ولازال يقف فيها - ضد ديكتاتورية
النظام وفساده ،وضد كل محاولات اعادة أو استنساخ النظام السابق ولازالت الهتافات
التي زلزلت عرش مبارك تتردد لتزلزل عرش خليفته:
عيش – حرية-عدالة اجتماعية –كرامة انسانية
منى شماخ
الرأي العربي-ابريل 2013